responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 85

بل كانوا يعلمون أن لا علاقة لأعمال هؤلاء الخلفاء الأُمويين بالإسلام، ولهذا فهم كانوا ينتقدون أعمال الخلفاء هذه لخروجها على المقرّرات والقواعد الإسلامية.

إسلام الفرس‌

توضّح ممّا بينّاه في المباحث السابقة ما هو المقياس لأن يكون الشي‌ء أجنبياً أو وطنياً قومياً بالنسبة الى أُمة ما. وتبيّن أنّ الإسلام يتّصف بالشرط الأوّل في عدّ الشي‌ء غير أجنبي و هو أن يكون إنسانياً عامّاً غير مصطبغ بلون أُمة خاصّة.

وعُلِم أنّ المقاييس الإسلامية مقاييس إنسانية عامّة لا قومية ولا عنصرية، وأنّ الإسلام لم يحصر نفسه في حدود العصبيات القومية والعنصرية، بل كافحها.

والآن نريد أن نرى هل أنّ الإسلام يحمل الشرط الثاني أيضا أم لا؟ أي هل حظي الإسلام من قبل الفرس بتقبّل وترحيب أم لا؟ وبعبارة أُخرى: هل كان تقدّم الإسلام في إيران بمحتواه الإنساني العالمي العظيم وأنّ الإيرانيّين هم الذين اختاروه لذلك؟ أم- كما يزعم البعض- كان قد فُرض عليهم كرهاً وإجباراً؟!

ولا نقصد أن نقول إنّ عالمية وأُممية التعاليم الإسلامية، وبعبارة أُخرى إنّ أُصول المساواة والمواساة الإسلامية كانت هي الدافع الوحيد لإنضمام الإيرانيّين الى هذا الدين، إذ أنّ الذي دفع بالأُمم الى الإنضمام الى الإسلام سلسلة من المزايا الفكرية والعقائدية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية، وإنّ التعاليم الإسلامية فطرية ومعقولة مفهومة، وإنّ للتعاليم الإسلامية جاذبية خاصّة تجذب بها مختلف الأُمم الى ظِلاله. بل نقول: إنّ المقاييس الإسلامية العامّة العالمية هي إحدى تلك المزايا التي تشكّل جانباً من جاذبية الإسلام للأُمم، ونحن لا نبحث هنا في سائر مزايا الإسلام وإنّما ننظر هنا الى الدافع (الجاذب) بمناسبة البحث حول القومية.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست