وهذا المصطلح الفارسي مصطلح جديد مستحدث، بل هو مصطلح خاطئ مغلوط فيه. ولم يرد هذا المصطلح بهذه الصورة حتى في الفارسية من قبل مائة سنة. ولا أظنّه إلّا أنّه أُستحدث على عهد مطالبة الأُمة بالحكم الدستوري في إيران «المشروطة».

والعرب اليوم، في الموارد التي نحن نستعمل فيها كملة «الملّة» هم يستعملون كلمة «الشعب» أو «القوم» فيقولون مثلًا: «الشعب المصري» أو «الشعب الإيراني». ونحن نريد هنا بالبحث هذا المعنى لا المعنى السابق الأصيل لكلمة «الملّة».

القومية والمجتمع‌

ونعبر البحث اللغوي لندخل بحثاً اجتماعياً فنقول:

إنّ «الأُسرة» أصغر وحدة اجتماعية. وحياة الأُسرة هي الحياة المشتركة المحدودة بالزوج والزوجة وأولادهما وأزواجهم وأولادهم.

وحياة الأُسرة حياة قديمة جدّاً، بقدم وجود الإنسان. وحتى الذين يعتقدون بأب غير إنسان للإنسان يعترفون بحياة له عائلية.

و «القبيلة» هي الوحدة الاجتماعية الأكبر من وحدة الأُسرة، وهي تشمل مجموعة من الأُسر والعوائل التي تشترك جميعاً في الجد الأعلى لها، والحياة القبلية هي مرحلة متطوّرة للحياة العائلية. وزعموا أنّ الذي كان يسود الحياة العائلية المنفردة للإنسان الأوّل من حيث النظام المالى والإقتصادي: هي الإشتراكية لا الملكية الخاصّة والفردية، وإنّما وجدت هذه الملكية الخاصّة فيما بعد.

والوحدة الاجتماعية الأكبر من هذه الوحدة القبلية والأكثر منها تقدّماً وتطوّراً: هي التي يُصطلح عليها في الفارسية اليوم بكلمة: «الملّة» وهي الوحدة الشاملة لمجموعة من الناس تسودهم حكومة واحدة وقانون واحد. وهذه الوحدة: «الملّة» أو «الأُمة» أو «الشعب» يمكن أن تكون قد تكوّنت من مجموعة قبائل تشترك جميعها