responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 67

إذن: فالملّة في القرآن الكريم: هي المجموعة الفكرية والعلمية والطريقة العملية التي يجب على الناس العمل بها وعلى طبقها وعلى هذا فيكون الدين والملّة بمعنى واحد، مع فرق أنّ الشى‌ء الواحد يسمّى باعتبار ديناً، وباعتبار آخر: ملّة، واعتبار الملّة- كما قال الراغب- هو أن يكون ذلك من إملاء الله على رسول الله لإبلاغ عباد الله وهدايتهم إليه.

وقد سبق من الراغب- وهو عالم بفقه اللّغة- أن قال: «والفرق بينها وبين الدين: إنّ الملّة لا تضاف إلّا الى النبيّ الذي تسند إليه ... ولا تكاد توجد مضافة الى الله ولا الى آحاد أُمة النبيّ، ولا تستعمل إلّا في جملة الشرائع دون آحادها؛ لايقال: ملّة الله، ولا يقال ملّتي، وملّة زيد، كما يقال: دين الله، ودين زيد ...» فكأنّما قدّر في مفهوم هذه الكلمة معنى القيادة.

ولهذا فبإمكاننا أن نقول: إنّ كلمة «الملّة» قريبة من كلمة «المدرسة الفكرية» في المصطلحات الحديثة، فهي أيضاً تضاف الى زعيم المسلك والطريقة الخاصةّ، وإذا أضفنا الى ذلك معنى الإملاء فإنّه يتّضح قرب هاتين الكلمتين أكثر فأكثر.

كلمة «الملّة» في المصطلح الفارسي اليوم‌

وقد وجدت هذه الكلمة في المصطلح الفارسي اليوم مفهوماً يختلف مع مفهومها الأصلي. فإنّ كلمة «الملّة» تطلق اليوم في الفارسية على وحدة اجتماعية لها سوابق تاريخية واحدة وقوانين وحكومة واحدة وآمال مشتركة. فنحن اليوم نطلق هذه الكلمة بدلًا عن كلمة الأُمة، فبدل أن نقول: الأُمة الألمانية والإنجليزية والفرنسية، نقول: الملّة الألمانية والملّة الإنجليزية والملّة الفرنسية. وأحياناً لا نطلق هذه الكلمة على جميع تلك الأُمة، بل نقسّمهم الى طبقتين: حاكمة ومحكومة، فنطلق على الطبقة الحاكمة كلمة الدولة، وعلى الطبقة المحكومة كلمة الملّة.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست