responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 556

من التوحيد مخالفو العرفاء بل يرونه أحياناً إلحاداً وكفراً، في حين يعتقد العرفاء أنّ هذا هو التوحيد الحقيقي وأن كل مراتب التوحيد لا تخلو من شرك. ويرى العرفاء أنّ التوصل الى هذه المرحلة ليس من عمل الفكر والعقل بل هو من عمل القلب والمجاهدة والسير والسلوك وتصفية النفس وتهذيبها.

وعلى أي حال، فانّ هذا القسم من العرفان هو القسم العملي منه، وهو بهذا النظر كعلم الأخلاق يبحث عما يجب أن يعمل ولا يعمل، مع ثلاثة فوارق:

أوّلًا: إنّ العرفان يبحث عن علاقات الإنسان مع نفسه ومع العالم ومع الله، وعمدة نظره في علاقات الإنسان بربه. بينما لايرى جميع الأخلاقيين ضرورة أن يبحثوا حول علاقات الإنسان بربه، إلّا الأخلاقيون المتديّنون، فهؤلاء يعنون بهذه الجهة من علاقات الإنسان.

ثانياً: إنّ السير والسلوك أمران متحركان- كما يبدو من مفهوم هاتين الكلمتين- بخلاف الأخلاق فإنّه بحث هادئ ساكن. الكلام في العرفان عن نقطة البدء وعن المقصد و المنازل والمراحل التي يجب على السالك سلوكها كي يصل الى النهاية. العارف يرى- بدون أية شائبة- أنّ للإنسان صراطاً لايصل الى منزل حتى يجوز من منزل سابق، ويرى العارف أن روح البشر كروح الطفل أو النبات وكما له في تطوره وفق نظام خاص. بينما ليس الكلام في الأخلاق إلّا عن لزوم اتّصاف الروح بسلسلة من الفضائل من قبيل الصدق والعدالة والعفّة والإحسان والانصاف والإيثار وغيرها، الأخلاق ترى أنّ روح الإنسان بحيث يجب أن يزيّن بسلسلة من الزينة والحلي والنقوش. وفي العرفان أيضاً يأتي الكلام عن العناصر الأخلاقية ولكن بصورة ديالكتيكية متحركة.

ثالثاً: إنّ العناصر الروحية والأخلاقية محدودة بمفاهيم ومعان معروفة لأكثر الناس، في‌حين أنّ الكلام فى‌السير والسلوك العرفاني يأتي عن أحوال وواردات قلبية

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 556
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست