وللسنّة ستّة من كتب الحديث عرفت بالصحاح الستة، ولكي نأخذ نموذجاً لاشتراك الإيرانيّين في تدوين كتب الحديث عند أهل السنة نعرّف بهذه الصّحاح ومؤلّفيها:

1- صحيح البخاري، وهو محمّد بن إسماعيل البخاري، وهذا الكتاب وهو أكثر كتب الحديث عند السنة اعتباراً، الّفه مؤلفه في ستة عشر عاماً. وقد روى ابن خلكان في «وفيات الأعيان»[1]، وعنه المحدّث القمّي في «الكنى والألقاب» عن البخاري أنّه كان يقول: إنّي لم أكتب حديثاً في كتابي هذا حتى اغتسلت وصلّيت ركعتين ثم أوردت الحديث. وقد قيل عن ذاكرته أشياء. والبخاري نسبة إلى بخارا وقد رحل في طلب الحديث إلى خراسان والعراق والحجاز والشام ومصر وبغداد وفي بغداد أعجب به أهل العلم والفضل. مات عام (256 ه-) في إحدى قرى سمرقند باسم «خرتنگ-».

2- صحيح مسلم، وهو مسلم بن الحجاج القُشيري النيسابوري وهو أكثر كتب الحديث اعتباراً عند السنة بعد صحيح البخاري، وقد يفضله بعضهم حتى على صحيح البخاري. وقد رحل مسلم في طلب الحديث إلى العراق والحجاز ومصر والشام ولازم البخاري بنيسابور مدة من الزمان. ومات بنيسابور في «نصرآباد» عام (261 ه-) والظاهر أنّه إيراني خراساني من أصل عربي.

3- سنن أبي داود: وهو سليمان بن أشعث المعروف بأبي داود السجستاني، نسبة إلى سجستان وهي سيستان اليوم، رحل في طلب الحديث إلى مختلف البلدان، وكان معاصراً لأحمد بن حنبل. والظاهرأنّه إيراني من‌أصل عربي مات‌عام (275 ه-).

4- جامع الترمذي: وهو محمّد بن عيسى الترمذي من تلامذة البخاري. مات عام (279 ه-) والترمذي نسبة الى ترمذ من بلاد ماوراء النهر.

[1] وفيات الأعيان 330: 3.