responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 38

وإنّ قيمة هذه الفكرة وهذا العمل لهؤلاء المثقّفين ليس إلّا أنّ تبقى هذه الأفكار في بطون الكتب، أو أن يبقى عدد من الناس الى مدّة من الزمان في فرح وغرور، وحيث إنّ هذه الفكرة لا تنبع من الأدواء الموجودة لخلق الله، فهي لن تستطيع أن تبعث الوجدان الجماعي للناس عامّة.

والمرحلة الثالثة: هي حينما يترك المثقّف أوهامه، ويعيش آلام مجتمعه، ويتذوّق طعم الحرمان والضغط الذي يصيب امته، فيتصالح معهم ويستهدف ما يستهدفون، و يحترم عقائدهم وعواطفهم ويتعرف عليها فيستوحي منها دروسه. وهكذ- فحسب- يجد المثقّف دوره البنّاء والمتقدّم في بناء وإحياء الوجدان والشعور القومي، شريطة أن يكون صادقاً في عمله هذا غير مقلّد فيه ولا معقّب لأساتذته الغربيّين. وكلّما كان في عمله هذا مصمّماً مضحيّاً فدائياً كان أثر فكره ونتاج عمله أوسع وأسرع.

الحدود والحقيقة:

والآن، وبعد أن فقدت العوامل التي كانت حسب التعريف الكلاسيكي الغربي مؤثّرة في بناء الوجدان الجماعي واتّحاد الأُمة أو العناصر المؤسّسة للإحساس القومي، أصالتها، فهل يمكننا أن ندّعي عدم وجود أي تمييز بين وحدات المجتمع البشري، وأنّ بإمكان جميع الامم أن تتخلّى عن قومياتها المتفرقة فتبني أُمة واحدة؟

إنّ التجربة التاريخية والشواهد المكتسبة من المناضلات والتقلّبات الاجتماعية، تدلّنا على وجود الشعوب والقبائل والأصناف بكل حال، أصنافاً متمايزة ولها طرق مختلفة في الحياة بحيث لا يمكن إدغامها بعضها في بعض أو إضمحلالها. وأنّ التحوّلات والتقلّبات الاجتماعية والسياسية والثقافية في عالمنا المعاصر، تبعد روح التفاهم والوحدة بين العالم الثالث والعالم الغربي يوماً فيوماً بل تجعله من غير الممكن أيضاً، فإنّهم وإن كانوا يحكون دائماً عن التعايش السلمي والسلام والاتّحاد

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست