responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 36

أمّا في دول العالم الثالث (النامية أو غير النامية) فمنابعهم الإقتصادية من ناحية ليست إلّا في سلطة القدرات الاقتصادية للدول الكبرى؛ وقيادتهم الفكرية والثقافية ليست إلّا تحت تأثير المثقّفين الذين يتعقّبون الثقافة الغربية المسيطرة.

دور المثقفين‌

من الطبيعي في المجتمعات المستعمرة المتخلّفة أن يكون المثقّفون هم الذين يريدون أو يحاولون إحياء هذا الوجدان الجماعي في مواطنيهم. وحيث إنّ اللّغة والتقاليد والثقافة القومية عند هؤلاء المثقّفين لا تعني ما يناهض الواقع المُعاش للُامة، الذي هو خليط من الشقاء والتخلّف والحرمان، فهم يعرضون عن الدعاية الى هذه التقاليد ومايضارعها، ويتّجهون الى مقاييس الدول المتقدّمة والحاكمة على العالم، فيحاولون أن يجعلوا منها مثلًا لتكوين الإحساس القومي في اممهم.

فنرى أنّ فرانتس فانون، العالم النفسي والاجتماعي الواعي، الإفريقي، الذي يقول عن ظهور هذا الإحساس القومي التقليدي في مثقّفي المجتمعات المستعمرَة (بالفتح) في فصل «في شأن الثقاقة القومية» من أثره المهمّ والخالد «الملعونون في الأرض»- يقول-: إنّها مرحلة بدائية غير ناضجة لتبلور الوجدان القومي في هذه الطبقة من المفكّرين، هذا يرى أن المثقّف في المجتمعات المستعمَرة (بالفتح) في هذه المرحلة مع ما له من السعي في نشر الوعى القومي إنّما هو ذائب في الثقافة الاستعمارية، وأنّ ما يكتبه المثقّف في هذه المرحلة يتّفق تماماً مع ما يكتبه أقرانه المثقّفون في الدولة المستعمِرة[1] (بالكسر) وبعبارة أُخرى، يقول: إنّ المثقف في المجتمعات المستعمَرة (بالفتح) في هذه المرحلة الفكرية، وإن كان هو من المفكّرين، ولكنّه ليس سوى بضاعة مستوردة جاءوا بها ممّا وراء الحدود، بل من‌


[1] يراجع بهذا الشأن آثار جماعة من هؤلاء المثقّفين الفارسيين من أمثال: ميرزا صالح، وفتحعلي آخوندزاده، وفريدون آدميت ... وما كُتب عن النهضة الدستورية في إيران وتركيا الحديثة.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست