البحري، وتوصل أخيراً الى الحكم بما يطول ذكره مما ليس محله هنا، وتشيع بعد تملكه السلطة وسعى في نشر التشيّع وتبليغ الإسلام سعياً بليغاً.

وكان أكثر رجال بلاطه وحكومته وأكثر الشخصيات الدينية لدولة النظام شاهيون من الإيرانيين، وكان الإيرانيون هم الذين يديرون الأُمور السياسية والدينية في الدولة. و الملك شاه طاهر الهمداني الدكني سافر على عهد هؤلاء الى الهند، وكان هذا من مؤيّدي شاه إسماعيل الصفوي فخالفه وكاد أن يقتل على ذلك فتخفّى ودخل الهند هارباً من الصفويين، وعاش في بلاط النظام شاهيون معظماً محترماً حتى توصل الى الحكم بنفسه.

وقد خدم هذا الرجل «شاه طاهر» في الهند خدمة مهمّة؛ فقد تربى على يديه علماء كثيرون في مختلف الفنون والفروع الإسلامية، وكانت حوزته العلمية من إحدى كبريات الحوزات العلمية في الهند. وله خدمات قيمة بحيث ينبغي أن يكتب بشأن هذا الرجل المجاهد وخدماته وجهاده كتاب مستقل مفصّل. وللنظام شاهيون أيضاً تاريخ مفصّل لا يسعه إلّا أن يكتب فيه كتاب كبير.

... والملوك الأوديّون:

وعلى عهد السلطان حسين الصفوي هاجر السيّد محمّد أحد علماء نيشابور الى الهند وأقام بدلهى، ودخل أولاده في سلك مناصب الدولة، واهتمت الدّولة بهم كثيراً، حتى أصبح أحد أحفاد السيّد محمّد باسم السيّد برهان الملك حاكم صوب أود من بلاد الهند، واستقل هذا هناك بعد مدة وقطع علاقاته بدلهى، واستمرّ أولاده ملوكاً بتلك الناحية.

وهاجر الى الهند على عهد هؤلاء الملوك النيشابوريين جمع كثير من نيشابور ومشهد الإمام الرضا (ع) وساير المدن الخراسانية وقطنوا في لكهنو، وكان كل أو جلّ‌رجال الدين والسياسة لهؤلاء الملوك خراسانيين، منهم السادة النقوية النيشابورية.