واثنان من الأئمّة الأربعة للسنّة إيرانيان خراسانيان هما: أبوحنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي الكابلي أو النسائي‌[1] وأحمد بن حنبل المتولد بمرو خراسان وإن كان قد نشأ أحدهما في الكوفة والآخر ببغداد العراق.

وبصورة عامة نقول: إنّ الإيرانيين أسهموا كثيراً في توطيد أُصول وقواعد الأدب و الثقافة والفكر الإِسلامى في القرون الأُولى، مما فتح الطريق أمام الأجيال التالية. و لوضوح هذا الموضوع نتوقّف عن التفصيل فيه.

وفي أوائل القرن الرابع الهجري‌فتح المسلمون طبرستان وگيلان. وفي هذا القرن بالذات استقل الإيرانيون سياسياً؛ فقد قطع السامانيون علاقتهم بالخلافة في بغداد واستقلوا بالسلطة في خراسان والنواحي الشرقية من إيران، ولم يكونوا حتى في فهمهم للمباني والأُسس الدينية بحاجة الى مركز الخلافة.

النشاط الإسلامي للإيرانيّين في الهند

... الغزنويون:

إنّ الغزنويين هم أول أُسرة إيرانية دخلت بالإسلام الى الهند عن طريق نهر السند، وقد كانت مقاطعة «پنجاب» الكبيرة على عهد الغزنويين بأيديهم وجعلوا «لاهور» وهي إحدى المدن الكبيرة في هذه الناحية مركزاً لحكومتهم. وعلى عهد هؤلاء سافر جمع‌من علماءإيران الى‌الهند منهم أبو ريحان البيروني العالم والفيلسوف الإيراني الخراساني. والغزنويون وإن كانوا ينصرفون الى القتل والنهب أكثر من تبليغ الإسلام ولكنّهم أثروا كثيراً في تحطيم الموانع السياسية والعسكرية في شبه القارة الهندية أمام تبليغ الإسلام وفتحوا الطريق أمام القادمين.

[1] نسأ: منطقة في محافظة خراسان، والآن تسمى دركز، الشيخ العطاردي الخراساني، وعليه فلا يصحّ ما مرّ عن المؤلّف: أن أصله كان من إصفهان-( المعرّب).