نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 332
النشاط
الإسلامي الإيراني
إنّ
حوادث اليمن وتضحية أبناء الفرس المسلمين فيها في سبيل الإسلام لهي من أكبر
الشواهد على طواعية قبول هذه الأُمّة للإسلام، وعلى أنّها لم تألُ جهداً في سبيل
نشره والدعوة إليه والدفاع عنه. فالذين يكتبون: إن هذه الأُمّة حُملت على الإسلام
بقوة السلاح، إمّا هم يجهلون تاريخ هذه الأُمّة في إسلامها، أو تحملهم الأحاسيس القومية
والعصبيات العنصرية على التفوّه بهذه الفرية الكبرى.
يكتب
المؤرخون جميعاً: أنّ الإسلام تقدم في إيران بسرعة عجيبة، وأنّ هذه الأُمّة رحبت
به من دون حروب كثيرة ولا جدال عنيف، وأنّه شمل هذه الأُمّة من ساحل الفرات الى
نهر جيحون ومننهر السند الىبحيرة خوارزم في فترة لا تزيد على عشرين عاماً فقط!
وأنّه إن كنّا نرى بعض الحروب في بعض الموارد بين العرب المسلمين وأبناء هذه
الأُمّة فإنّما هو مع الموابدة والطبقات الممتازة التي كانت تسعى للحافظ على
مصالحها بسدّ طريق الإسلام.
بعد
أن فتح المسلمون الدولة الإيرانية لم يطل كثيراً حتى دخل أكثر الناس من هذه الدولة
في دين الإسلام باستثناء جبال مازندران وديلمان، ثم بدأ نشاط هؤلاء في سبيل نشر
الإسلام وتحكيم قواعده وأسسه المقدّسة. ولقد سعت الأُمّة الإيرانية في طول القرون
الثلاثة الأُولى التي كانت إيران فيها تحت نفوذ حكم الخلفاء الأُمويّين
والعباسيّين، في سبيل شرح أحكام الإسلام السياسية والاجتماعية والقضائية
والأخلاقية، سعياً حثيثاً، وعرضت مسائل مهمة ووضحتها ونظّمتها.
وهكذا
تأسّست علوم الأدب والفقه والحديث والتفسير والكلام والفلسفة والتصوف! في القرون
الإسلامية الأُولى، وتصدرت الأُمّة الإيرانية هذه الحركة. وأصبحت مدارس نيشابور
وهرات وبلخ ومرو وبخارى وسمرقند وريّ وإصفهان، وسائر مدن إيران مراكز للنشاط
العلمي الدائب. وتربّى فيها مئات الرجال من كبراء الإسلام، الذين نشروا الثقافة
والحضارة الإسلامية في شرق العالم وغربه.
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 332