responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 32

أضف الى ذلك: أنّ العاملين بالتقاليد الاجتماعية الموجودة في أُمّة ما على نوعين:

نوع قد عبروا عن حدود معالي الأخلاق الشخصية والمجاهدات النفسية، وإنّما سعيهم الآن لإقامة حكم العدل والبرّ والتقوى وخصال الخير .. والنوع الآخر: هم الذين يستوحون من الجهل وحبّ الدنيا والحكومات الاجتماعية الظالمة. وطبيعي أن تكون نتيجة التقاليد من النوع الأوّل: هي الحياة والحركة والرقيّ المتفتّح، وأن تكون نتيجة التقاليدمن النوع الثاني: التأخّر والإنحطاط وأسر الناس بيد أرباب الثروات والحكومات.

وبما أنّ بناء الوجود مبني على العدل والتّقى والتكامل والتقدّم، فإنّ الآداب الإنسانية الحميدة تكون دوافع لانتظام الدوام وحياة الأُمّة وقوامها. وإنّ التقاليد غير الإنسانية تكون رصيداً لانحطاط الأُمّة وموتها. ويكفي للمثال أن يراجع بهذا الصدد مصير بعض الأُمم السابقة: كقوم لوط وعاد وثمود ومصر والروم واليونان، وحتى هذه الأُمم الحاضرة.

وأمّا الوحدة الإقليمية والطبيعية

فإنّ تكامل الموجودات الحيّة إنّما يكون في تحررها من كثير من أحكام الطبيعة والمحيط الخارجي والغرائز الداخلية. والإنسان الأوّل الذي كان في منتهى هذا الخط التكاملي كان أكثر الموجودات تحرّراً من أسر الطبيعة، إلّا أن هذه الحرية لم تكن مطلقة بل بالنسبة الى ساير الأحياء قبل الإنسان، فإنّ الإنسان الأوّل كان لا يزال تحت تأثير المحركات الغريزية والطبيعية، ثم تدرّج شعوره وقواه الإرادية في النمو والرشد والتكامل، وعلى مدى هذا التكامل كان يتحررّ أكثر فأكثر من أسر الطبيعة.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست