responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 31

الأخلاقية والاجتماعية أصبحت قواماً لجمعهم ووحدتهم: ... كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ‌[1]. وعلى العكس من ذلك تلك الأُمم التي كانت أهل سلام ووئام لم يتسالموا فيها بينهم وفي محيطهم وحياتهم الداخلية فحسب، سالموا حتى الخصم المهاجم وتعايشوا معه وتوافقوا وإياه، هؤلاء لم يبنوا لأنفسهم عنصراً أو قومية مستقلّة، وحتى لو كان لهم ذلك فإنّه لا يكون إلّا بلون خافت خال من الخصائص والميزات متّجه الى الزوال.

وهذا من خصائص كلّ فرد من أفراد البشر: أن يكون في علاقاته المنطقية والعاطفية يسعى خلف من يكمل له نقائصه الوجودية، أي يؤمن له حاجاته الداخلية والخارجية. وإن أحكم العلاقات الغرامية هي التي يرى العاشق جميع حاجاته الأساسية والعميقة في وجود معشوقه، وهذا ما نشاهده في حياتنا اليومية. فإنّ الروابط الاجتماعية والعلاقات الوجدانية الجماعية إنّما تؤمّن فيما إذا أصبحت كلّ وحدة من وحدات المجتمع مؤمّنة ومكمّلةً لحاجات الآخرين. وهذا أيضاً شي‌ء لا دور فيه للمقتضيات والخصائص العنصرية الجبرية.

وأمّا وحدة التقاليد

نرى بين الأُمم المختلفة تقاليد قومية مشتركة كثيرة. تقاليد تصبح أحياناً كاللغة والعنصر وسيلة لمعرفة وتمييز القوميات بعضها عن بعض. ولكن ما لهذه التقاليد من الدور والأثر في تكوين الأُمم؟ إنّ التقاليد بل وحتى الثقافات والمعارف العامّة إنّما هي من آثار الحركات الإرادية الواعية للإنسان السابق، ولو لم تكن هناك علاقات بين الماضي والحاضر لم تكن هذه التقاليد تنقل من جيل الى جيل، وما لم تكن هناك أُمّة وقومية لها وجدان جماعي لم تكن هذه المعارف والتقاليد تنقل إلينا. إذن فالتقاليد القومية الموجودة هي من نتائج القومية، لا من أُسسها ومقوّماتها.


[1] آل عمران: 103.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست