responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 300

ومن العجيب من كريستن سن أنّه بعد نقل كل هذا يقول:

«إنّ الإيرانيين احتفظوا طوال قرون متطاولة بمقام القيادة في الأُمور المعنوية لأنفسهم، إلّا أنّهم ضعفوا في سياستهم وأخلاقهم بعد سقوط الدولة الساسانية. وليس سبب هذا الضعف- كما تصوّر البعض- أن دين الإسلام كان من حيث الأُسس الأخلاقية أقل وأدنى من الدين الفارسي المجوسي، بل إنّ من إحدى علل انحدار الأُمّة الإيرانية في أخلاقها هو الوضع العام، للحكومة التي قامت بينهم بالإسلام، فقد ذابت طبقة النجباء شيئاً فشيئاً بين سائر الطبقات العامة، وبذلك ضعفت تلك الصفات التي كانوا يمتازون بها».

وإنّ الذي يعنيه كريستن سن من الأخلاق التي جاء بها مع السياسة، هو الأخلاق السياسية التى تختلف مع الأخلاق الإنسانية بالتناقض أحياناً. وإنّ سقوط طبقة النجباء وضعف خصائصهم التي كانت تمتلك بها الحكومة والقدرة والثروة، وتستأثر بحقوق العامة و تستثمرهم في خدمة مصالحها، والتي كان يبتنى على هذا الأساس حكم قاهر ... إنّ سقوط كل هذا لمن المؤسف حقاً في الأخلاق السياسية التي نظر كريستن سن هنا من زاويتها. أما في المنطق الإنساني والأخلاق الإنسانية فإن سقوط طبقة الأشراف وانفتاح الطرق لحكم العامة لمما يبهج القلوب لا مما يؤسفها!

وليس بأيدينا معلومات عن وضع التربية والتعليم في العهد الساساني، ومهما كان فإنّما هو ما كان يتحقق على أيدي «الهرابدة» فقط، وهم إنّما كانوا يعلّمون الناس كتاب أُوستا فحسب.

إنّ المرآة التي‌بإمكانها أن‌ترينا أخلاق قدماء الإيرانيين أحسن‌من‌أيّة مرآة أُخرى، هي‌الأنظمة الاجتماعية والعائلية لذلك العهد. إنّ المجتمع الحضاري الإيراني وكذلك الأُسرة الإيرانية لم يكونا إذّاك متوازنَين؛ وقد بحثنا قبل هذا هذين الموضوعين بشي‌ء من التفصيل.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست