responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 30

وأمّا الوحدة العنصرية

فإنّ التحقيقات التاريخية والدراسات التحليلية في المجتمعات البشرية أثبتت أنّ بإمكان جميع العناصر والدماء البشرية أن تتمتّع بجميع الخصائص الإنسانية عند توفّر الشرائط الاجتماعية والأخلاقية المعينة. كما أنّ العرب قبل الإسلام كانوا مجموعة نزعات عصبية وحروب قبلية وخرافات جاهلية، ولكنّهم بعد ظهور الإسلام في شبه جزيرتهم ومعه التوحيد والدين والتحف الأخلاقية والعدالة الاجتماعية، وجدوا نفس الخصائص التي لا تؤمّل إلّا من أرقى الأُمم وأكثرها تمدّناً وحضارة وإنّا نرى أنّ نفس تلك الخصائص العنصرية العربية السابقة بدأت بعد لأي من الزمن تجد طريقها مرّة أُخرى الى الظهور على المسرح العربيّ، فإنّ ذلك إنّما هو بسبب تهاونهم بنفس تلك الشرائط الأخلاقية والنظم الاجتماعية التوحيدية في الإسلام. وهذا يحكي لنا عن أنّ الخصائص العنصرية ليس لها أصالة دائمة لا تزول، بل بالإمكان أن يتغيّر دورها وأثرها ضمن شرائط اجتماعية وأخلاقية مغايرة لما هي فيه من الأوضاع والأحوال. والأُمّة الجزائرية اليوم شاهد آخر على ما نقول.

وأمّا إمكان صيانة تلك الشرائط والأوضاع الاجتماعية والأخلاقية، وكيفية تلك الصيانة، فلهما بحث خارج عمّا نحن بصدده الآن. وفضلًا عن هذا نقول: إنّ عوامل الخصائص العنصرية وإن كان لها الأثر في المسيرة التاريخية للأُمّة في رقيّها أو إنحطاطها، بل سقوطها وموتها، ولكن هذا ليس ممّا يبرر أنّ تصبح الخصائص العنصرية هي الملاك الجامع بين ضمائر أفراد الأُمّة.

فإنّ المشاركات الناتجة عن الخصائص العنصرية إمّا أنّها تخلق المنافرة بين الأفراد أو أنّها تشكّل أُمّة ضعيفة لا تدوم، أكثر من أن تكون عامل إرتباط وعنصر تماسك للوجدان الجماعي واتّحاد الأُمّة. إنّ الأُمم التي كانت منذ بدايتها أهل هجوم وغارة وحرب وعداوة يقضون أعمارهم في الحروب الداخلية أو الخارجية، إمّا أنّهم بادوا، أو وجدوا في مسيرتهم التاريخية عوامل رابطة بينهم، من قبيل القواعد

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست