responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 235

ولا نستطيع نحن هنا أن نرد موضوع أبحاث الخير والشر، العميقة والدقيقة التي قد غرقت فيها آلاف السفن بحيث لم تنجُ حتى خشبة منها ... وسفينة زرادشت هي إحدى السفن.

الشيطان‌

وهنا نقطة يلزمنا ان نوضحها: من الممكن أن يخال البعض أن لا فرق بين أهريمن في دين زرادشت والشيطان في دين الإسلام، أي أنّا إذا حسبنا أنّ أهريمن مخلوق لأهورامزدا فهذا يساوي الشيطان الذي يقول فيه الإسلام أنّه مخلوق لله وهو فاعل لكثير من الشرور.

وليس الأمر كذلك؛ إذ ليس للشيطان في الإسلام دور في خلق الشرور، بل لاينسب الإسلام‌خلق أي‌شي‌ء من‌الشرور الى الشيطان الرجيم. بل لايوجد في الإسلام فكرة تقول بوجود موجودات غير مرغوب فيها في نظام الخلقة ويجب أن لا تكون، وحيث هي موجودة فلابد أن تكون من موجود رجس غير خالق الخير، بل الإسلام يقول: إنّ جميع الأشياء وجدت بارادة الله تعالى وكلها خير الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلَقَهُ‌[1] قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى‌ كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‌[2] وأنّ مجال تسرب الشيطان إنّما هو التشريع لا التكوين، يعني ان الشيطان إنّما يستطيع أن يوسوس لابن آدم ويرغب في المعاصي والذنوب، ولا سلطان له على الإنسان أكثر من الدعوة والدعاية وَ ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي‌[3].

ومهما كانت ماهية الشيطان؛ فإنّ إنسانية الإنسان إنّما هي بامتلاكه العقل والإرادة والاختيار، وإنّما يمكن الاختيار بعد وجود العقل والتمييز ثم وجود طريقين‌


[1] سورة السجدة: 7.

[2] سورة طه: 50.

[3] سورة إبراهيم: 22.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست