بين الموجودات التي تفوق البشر والقادرة على الخير والشر للبشر. وكان هؤلاء يصورون هذه المشاهد بصور مختلفة على شاشات مخيلاتهم»[1].

2- إصلاحات زرادشت‌

وقبل أن نبحث في هذا الموضوع يلزمنا أن نقول: إنّ الإبهام حول زرادشت‌[2] نبىّ «مزديسنا» وكتابه «أُوستا» الكتاب المقدس لمزديسنا، كثير:

فهل أنّ زرادشت شخصية خيالية مثل رستم واسفنديار، أو شخصية واقعية؟ وإذا كان شخصية واقعية فمتى كان يعيش؟

والاختلاف في زمانه يمتد من 600 سنة قبل الميلاد الى 6 آلاف من السنين!

ومن كان‌يعاصر من الملوك الإيرانيين هل كان يعاصر «گشتاسب/ ويشتاسب»؟

وأين ولد: في آذربايجان أو بلخ أو فارس أو الري أو خوارزم أو مرو أو هرات أو فلسطين؟ كما يقولون ... وأين بدأ دعوته؟

هذه أسئلة تاريخية مهمّة[3].

ويرى أكثر المحققين: أنّه هو شخصية تاريخية واقعية، ولد في آذربايجان، حوالي 600 سنة قبل المسيح. كتب الأُستاذ تقي زاده يقول:

[1] بالفارسية: مزديسنا وأدب فارسي: 43 الطبعة الثانية.

[2] تُلفظ هذه الكلمة فيما بعد الإسلام بالفارسية: زردُشت أو: زرتُشت، وقد تُلفظ بصور أُخرى، وتُكتب بالعربية: زرادِشت. ويرى المحققون أن أصلها. زرتُشتر، أي صاحب الجمل الأصفر. وكتب الدكتور رضازادة شفق في الفصل الثاني: 133 من كتابه: إيران لدى المستشرقين( إيران از نظر خاورشناسان) ملخصاً الفصلين السابع والتاسع من كتاب: تاريخ شاهنشاهي إيران، تأليف المستد، الپروفيسور في تاريخ الشرق بجامعه شيكاغو- يقول:« بدأ زرتشت رسالته السماوية في أواسط القرن السادس قبل الميلاد في الشمال الغربى لإيران. و كان اسمه: زرتُشتر بمعنى صاحب الجمل الأصفر، واسم أبيه: بور وشسب أي صاحب الفرس الرمادي واسم امه: دوغدوا أي حالبة البقر البيض، واسم أُسرته: سبيتمه أي البيض؛ وهذه الاسماء تحكى كلها عن حياة الرعي والأنعام-( المؤلّف).

[3] انظر مزديسنا وأدب پارسي: 76- 89.