responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 193

إنّ دين ماني لم يدم كثيراً حتى انقرض؛ ومن المقطوع به أنّ الإسلام هو العامل الأصيل في هزيمة المانوية؛ حيث كانت المانوية ثنوية، ومن الطبيعي أن يفقد الشرك الثنوي مقوماته أمام هذا الدين الجديد الذي كان له رصيد فطري وفكري، وكان أقدر على اجتذاب الأفكار المستقيمة ولا سيّما طبقة العلماء والفلاسفة بالإضافة الى أنّ دين ماني كان مبتنياً على نوع من الزهد والرياضة الروحية التي كانت غير قابلة للتطبيق العملي فعلًا، ولا سيما أنّ ما فيه من عقيدة بنجاسة وقذارة التناسل وتقديس للتجرّد كان عاملًا مهماً في إنصراف الناس عنه بالفطرة، خصوصاً فيما إذا واجه مدرسة تبتعد عن هذه الرياضة الروحية هذا النوع من الزهد الرهباني، بل هي تقدس الزواج والتناسل وتحسبه سنةً دينية، مع أنّها تحتوي- الى جانب ذلك- على معنوية وافرة أيضاً.

نعم؛ لو كان المسلمون يعدّون المانويّين من أهل الكتاب كاليهود والنصارى والمجوس الزرادشت ويعتبرون أنّ لدينهم أصلًا سماوياً من قبل الله تعالى، لأمكن للمانوية أن تدوم بصورة أقلّية دينية كاليهود والنصارى والمجوس، ولا سيما أنّ المانويين كانوا كثيرين حين ظهور الإسلام في منطقة نفوذه ... ولكن المسلمين حيث عدّوهم زنادقة ملحدين مشركين ثنويّين فقد أطاحوا بكيانهم حتى بصورة أقلّية دينية معاصرة.

المذهب المزدكي‌

والمزدكية مذهب آخر ظهر في أواخر عهد الساسانيين ووُجد له أتباع كثيرون، ويرى الكثيرون أنّ المزدكية مذهب متفرع عن دين ماني. ادعى مزدك في عهد قباد أبي أنوشيروان نوعاً من القيادة الدينية، واعتنق مذهبه قباد عن عقيدة أو عن تدبير سياسي لتحطيم طبقة الأشراف الزرادشتيين، ولهذا فقد علا كعب مزدك وذكره، إلّا أنّه لم يمتد به الزمن حتى قتل هو وأتباعه في مجزرة عامة على عهد قباد نفسه أو

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست