responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 112

الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) أبسط ممّا كانوا هم يأملونه ويريدونه، كحلم من أحلام اليقظة والحقيقة ... ونحن نجد إحدى هذه المقارنات بين السُنن الساسانية والدين الإسلامي الجديد في لقاء الإمام (ع) في منصرفه الى صفين مع دهاقين مدينة «الأنبار» المتحرّرين، وقد سبّب هذا اللقاء تقرير إحدى أبدع وأوقع خطب الإمام (ع) التي أُثرت عن هذا القائد الذي لا نظير له في تاريخ العالم السياسي عبرة لقوّاد العالم فيما غبر وما هو آت. جاء عليّ حتى مرّ بالأنبار، فاستقبله بنو خوش نوشك، راكبين على دوابّهم، فلمّا قابلوه نزلوا عن دوابّهم وأخذوا يشتدون مشياً بين يديه والى جانبيه. فقال (ع):

«ما أردتم بهذا الذي صنعتم؟

قالوا: خُلق لنا نعظّم به الأُمراء. فقال (ع):

والله ما ينفع هذا الأُمراء، وإنّكم لتشقّون به على أنفسكم وأبدانكم؛ فلا تعودوا له»[1].

ثم يقول صاحب زماني: «كان الإسلام قد أحدث منعطفاً تاريخياً في فلسفة قيادة الجماهير؛ فإنّه يرى أنّ «الراعي» يجب أن يكون لصيانة «الرعية» لا «الرعية» لريّ عطش «الراعي» الى الدماء! وكان الإسلام بهذه الفلسفة قد أصبح نشيداً لتحرير الجماهير. كان الإسلام قد طرح سؤالًا مهمّاً أمام فلسفة السياسة في العالم القديم والحكومة الساسانية، هو هل القائد للناس أو الناس للقائد؟ ولم تكن هذه المسألة المهمّة تُطرح على الجماهير طوال حروب إيران والروم مدّة سبعمائة سنة؛ إذ كانت سياسة كلا الإمبراطوريتين سياسة واحدة هي الناس للقائد، والجماهير للطبقة الممتازة![2] ولم يكن الموالي والفرس يسمعون بسذاجة وبساطة بلاط أمير المؤمنين (ع) فحسب، بل كان بلاطه (ع) (إنّ صحّ التعبير بالبلاط) في الكوفة على مرأى ومسمع الفرس، فكانوا يرون سذاجته وبساطته بأُم أعينهم ... ولهذا فلا عجب‌


[1] ديباچه‌اى بر رهبرى: 267- 270 ونقلت النص عن كتاب( وقعة صفّين) لنصر بن مزاحم: 144.( المعرِّب)

[2] ديباچه‌اى بر رهبرى: 272.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست