قال:
دخلت على الرشيد فأرسل إلى ولديه محمّد و عبد اللّه، فأتياه و أجلسهما عن يمينه و
شماله ... فضمّهما إلى صدره، و سبقته عبرته حتّى تحدّرت دموعه، ثمّ أذن لهما، حتّى
نهضا و خرجا، قال:
كيف
بكم إذا ظهر تعاديهما و بدا تباغضهما و وقع بأسهما بينهما حتّى تسفك الدماء و يودّ
كثير من الأحياء أنّهم كانوا موتى؟
فقلت:
يا أمير المؤمنين، هذا شيء قضى به المنجّمون عن مولدهم، أو شيء اثرته العلماء في
أمرهما؟
قال:
بل شيء أثرته العلماء عن الأوصياء عن الأنبياء في أمرهما.
قالوا:
فكان المأمون يقول في خلافته: قد كان الرشيد سمع جميع ما جرى بيننا من موسى بن
جعفر بن محمّد[3]، فلذلك
قال ما قال.
***
قال المؤلّف:
قصد
الرشيد من الأوصياء الأئمة من أهل البيت: موسى و أباه جعفر الصادق