أمر بفعل الخير و
نهى عن احتقار شيء منه و إن قلّ،و رغّب فيه بضمير صغراه قوله:فإنّ صغيره كبير و
قليله كثير:أى في الاعتبار و بالنسبة إلى من يحتاج إليه. كناية ثمّ نهى أن يقول أحد:إنّ غيره
أولى بفعل الخير منه .و هو كناية عن ترك المرء الخير اعتمادا على أنّ غيره بفعله
أولى .
و قوله:فيكون و
اللّه كذلك.
لأنّ ذلك القول
من القائل التارك للخير يكون باعثا لمن توسّم فيه فعل ذلك الخير و نسبه إليه.فيصدّق
قوله و ظنّه فيه بفعله له.فيكون أولى به منه.
و قوله:إنّ للخير
و الشر أهلا.إلى آخره.
ترغيب في الخير و
تنفير عن الشرّ بذكر أنّ لكلّ منهما أهلا يكتفى فيه إن تركه من ليس أهله فيكون
السامعون من أهل الخير يفعله و يترك الشرّ لأهله.
فصلاح باطن
الإنسان و سرّه بالأخلاق الفاضلة معدّ لإفاضة اللّه عليه صلاح أقواله و أفعاله
الظاهرة لأنّها كالثمرات للباطن ،و كذلك عمل الإنسان لدينه و إقامته لحدود اللّه
معدّ لصلاح حاله في معاشه و مهيّىء لعواطف الخلق عليه لاشتغاله باللّه عن
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 447