أجاب بصورة حاله
على طريق الموعظة و التشكّي.و لمّا كان البقاء عبارة عن استمرار زمان الوجود و كان
استمرار الزمان و تعاقب أجزائه مقرّبا للأجل كان لبقائه سببيّة في فنائه و كذلك
لمّا كان من غايات الصحّة السقم كان لصحّته سببيّة في سقمه و أمّا كونه يؤتى من
مأمنه فيشبه أن يكون المأمن هنا مصدرا و المراد أنّ الداخل على المرء و نزول ما
يكره به من الموت و أهوال الآخرة هو أمنه في الدنيا و سكونه إليها و غفلته عمّا
ورائها ممّا لابدّ منه و يحتمل أن يكون المأمن محلّ الأمن و هو الدنيا،و معنى كونه
يؤتى من مأمنه:أى أنّ ما يدخل عليه من الأدواء الّتي تلحقه هو من أحوال الدنيا
الّتي هي مأمنه و عوارضها الّتي يعرض له من مأمنه حال أمنه فيه بحيث لا يمكنه
الاحتراز منه.