نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 246
من كونه تنفيرا
لما يستقبل منها،و استعار لفظ التنفير ملاحظة لشبهها بالطير المتّصل إذا سقط أوّله
اتّصل به آخره،و فيه إيماء إلى أنّ دوام الشكر مستلزم لدوامها و كثرتها كقوله
تعالى و «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» 1.
أى قدّر.و أراد
أنّ اللّه سبحانه جعل لكلّ شيء سببا يجب معه و به.و لمّا كانت منافع الإنسان و
ضروراته في الأغلب يقوم بها من كان أقرب إليه من أهله و عشيرته و لم يجب في الحكمة
أن لا يكون له نفع له إلاّ من جهتهم لا جرم أنّهم إذا ضيّعوه و أهملوه لابدّ أن
يقدّر اللّه له من يقوم بمصالحه و معاونته ممّن هو أبعد عنه.
10-و قال عليه السلام
مَا كُلُّ
مَفْتُونٍ يُعَاتَبُ
[المعنى ]
الفتنة قد تكون
في الدين و قد تكون في الدنيا و قد تكون فيهما،و على التقديرات فقد تلحق الإنسان
بسبب منه من جهل بسيط أو مركّب و قد تلحقه أسباب قدريّة خارجيّة معلومة و غير
معلومة.و الّذي يعاتب على فتنته من هؤلاء من كانت أسباب فتنته منه أو بعضها كوقوع
الفتنة لمصاحبة الفسّاق و نحوه.هذا إذا حملنا اللفظ على ظاهره،و يحتمل أن يريد ليس
كلّ مفتون ينفع معه العتاب.
استعار ذلّ
الامور لمطاوعتها للقدر و جريانها على وفق القضاء.و لمّا كان الإنسان جاهلا
بأسرارا لقدر جاز أن يكون من غايات مطاوعة الأمور للقدر كون ما يعتقده الإنسان
الجاهل مصلحة و يفعله تدبّرا لمنفعة سببا لحتفه و هلاكه.و
1)
14-7.
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 246