نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 4 صفحه : 89
الثاني:من لوازمه
استرزاق الخلق الّذين من شأنهم أن يسألوا الرزق لا أن يطلب منهم و في ذلك من الذلّ
و الخضوع للمطلوب منه و مهانة النفس و اشتغالها عن التوجّه إلى المعبود ما يجب أن
يستعاذ باللّه منه،و من أدعية زين العابدين عليه السّلام:تمدّحت بالغنى عن خلقك و
أنت أهل الغنى عنهم،و نسبتهم إلى الفقر و هم أهل الفقر إليك فمن حاول سدّ خلّته من
عندك ورام صرف الفقر عن نفسه بك فقد طلب حاجته من مظانّها و أتى طلبته من وجهها،و
من توجّه بحاجته إلى أحد من خلقك أو جعله سبب نجحها دونك فقد تعرّض للحذمان و
استحقّ من عندك فوت الإحسان.و إنّما حكم عليه باستحقاق فوت الإحسان لعدم استعداده
لنفحات اللّه بالتوجّه إلى غيره و اشتغال نفسه بذلك الغير،و نبّه بقوله:طالبى رزقك
على عدم أهليّتهم لأن يطلب منهم.
الثالث:استعطاف
شرار خلقه،و ظاهر أنّ الحاجة قد تدعو إلى ذلك،و التجربة تقضى بأنّ طلب العاطفة من
الأشرار و الحاجة إليهم يستلذّ معه ذو المروّة طعم العلقم و يستحلى مذاق الصبر.
الرابع:الابتلاء
بحمد المعطى و الافتنان بذمّ المانع،و ذلك مستلزم للصرف عن اللّه و التوجّه إلى
القبلة الحقيقيّة ،و الواو في قوله:و أنت.للحال:أى لا تبذل جاهى بالإقتار فيلحقنى
بسببه ما يلحقني من المكاره المعدودات و أنت من وراء ذلك كلّه أولى من أعطى و منع
بأن تعطى و تمنع لقدرتك على كلّ شيء،و مفهوم كونه وراء ذلك كلّه إحاطته و كونه
مستند الغنى و أهله المحتاج إليهم من الخلق و أولى بإزالة الفقر و لوازمه لقدرتك
على صرفه و الأغنياء عن الخلق لأنّ كونه محيطا و كونه مستندا مستلزمان للورائيّة
فالمستند الوراء المعقول للمعقول و المحسوس للمحسوس،و باللّه التوفيق.