responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 4  صفحه : 53

بَابِ السَّلاَمَةِ وَ دَارِ الْإِقَامَةِ- وَ ثَبَتَتْ رِجْلاَهُ بِطُمَأْنِينَةِ بَدَنِهِ فِي قَرَارِ الْأَمْنِ وَ الرَّاحَةِ- بِمَا اسْتَعْمَلَ قَلْبَهُ وَ أَرْضَى رَبَّهُ

أقول:هذا الفصل من أجلّ كلام له في وصف السالك المحقّق إلى اللّه،
و في كيفيّة سلوكه المحقّق و أفضل اموره

.فأشار بإحياء عقله إلى صرف همّته في تحصيل الكمالات العقليّة من العلوم و الأخلاق و إحياء عقله النظري و العملى بها بعد الرياضة بالزهد و العبادة،و أشار بإماتة نفسه إلى قهر نفسه الأمّارة بالسوء،و تطويعها بالعبادة للنفس المطمئنّة بحيث لا يكون لها تصرّف على حدّ طباعها إلاّ بإرسال العقل و باعثه فكانت في حكم الميّت عن الشهوات و الميول الطبيعيّة الّذي لا تصرّف له من نفسه.

كناية و قوله: حتّى دقّ جليله .

أى حتّى انتهت به إماتته لنفسه الشهويّة إلى أن دقّ جليله،و كنّى بجليله عن بدنه فإنّه أعظم ما يرى منه ،و لطف غليظه إشارة إلى لطف بدنه أيضا،و يحتمل أن يشير به إلى لطف قواه النفسانيّة بتلك الرياضة و كسر الشهوة فإنّ إعطاء القوّة الشهويّة مقتضى طباعها من الانهماك في المآكل و المشارب ممّا يثقل البدن و يكدّر الحواسّ،و لذلك قيل:البطنة تذهب الفطنة و تورث القسوة و الغلظة.

فإذا قصرت على حدّ العقل لطفت الحواسّ عن قلّة الأبخرة المتولّدة عن التملّؤ بالطعام و الشراب،و لطف بلطف ذلك ما غلظ من جوهر النفس بالهيئات البدنيّة المكتسبة من متابعة النفس الأمّارة بالسوء كلطف المرآة بالصقال حتّى يصير ذلك اللطف مسبّبا لاتّصالها بعالمها و استشراقها بأنوار من الملأ الأعلى.

تشبيه-استعارة و قوله: و برق له لا مع كثير البرق .

أشار باللامع إلى ما يعرض للسالك عند بلوغ الإرادة بالرياضة به حدّا ما من الخلسات إلى الجناب الأعلى فيظهر له أنوار إلهيّة لذيذة شبيهة بالبرق في سرعة

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 4  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست