نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 4 صفحه : 201
قائدها.و قد حمله
قوم على وجه آخر و قالوا:أراد بطرق السماء الأحكام الشرعيّة و الفتاوى الفقهيّة:أى
أنا أعلم بها من الامور الدنيويّة فعبّر عن تلك بطرق السماء لكونها أحكاما
إلهيّة،و عبّر عن هذه بطرق الأرض لأنّها من الأرضيّة.و نحوه ما نقل عن الإمام
الوبرىّ:أنّه قال:أراد أنّ علمه بالدين أوفر من علمه بالدنيا.
و قوله:قبل أن تشغر برجلها فتنة.إلى
آخره.
أراد فتنة بني
اميّة و أحكامهم العادلة عن العدل و ما يلحق الناس في دولتهم من البلاء. كناية و
كنّى بشغر رجلها عن خلوّ تلك الفتنة عن مدبّر يدبّرها و يحفظ الامور و ينتظم الدين
حين وقوع الجور .
[قوله:تطأ في خطامها]
استعارة و قوله: تطأ في
خطامها .
استعارة لوصف
الناقة الّتي ارسل خطامها و خلت عن القايد في طريقها فهي تخبط في خطامها و تعثر
فيه و تطأ من لقيت من الناس على غير نظام عن حالها،و هذا هو وجه الاستعارة.إذ كانت
هذه الفتنة تقع في الناس على غير قانون شرعيّ.
و لا طريق
مرضىّ.و لا قائد ينتظم امور الخلق فيها.
و قوله: و يذهب
بأحلام قومها .
قال بعض
الشارحين:أى تحيّر أهل زمانها و تذهلهم بشدّتها حتّى لا يثبتون فيها بل تطيش
ألبابهم فلا يهتدون إلى طريق التخلّص عنها و وجه السلامة فيها.
و يحتمل أن يريد
بذلك أنّها يستخفّ أهل زمانها فيأتون إليها سراعا و يجيئون الناعق بها و الداعى
إليها رغبة و رهبة فلا يبالون في ذلك و لا يفحّصون عن كونها فتنة لغفلتهم عن وجه
الحقّ فيها و شدّة وقوعها على الناس.و باللّه التوفيق.