نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 4 صفحه : 192
بكونه سببا
يستتمّ به نعمة اللّه عليهم.و لمّا كان استلزامه لها كالثمرة له و كانت ثمرة الصبر
حلاوة قدّمها ليحلو الصبر بذكرها.
[و قوله:فإن غدا من اليوم قريب.]
و قوله:فإن غدا
من اليوم قريب.
تخويف من الساعة
و قربها.و لم يرد بغد و لا اليوم حقيقتهما بل أراد بغد القيامة و باليوم مدّة
الحياة كقوله فيما سبق:ألا و إنّ اليوم المضمار و غدا السباق.
و هو يجري مجري
المثل كقولهم:غد ما غدا،قرب اليوم من غد .
[و قوله:ما أسرع الساعات في
اليوم.إلى آخره.]
كناية و قوله: ما أسرع
الساعات في اليوم.إلى آخره .
بيان لقرب الغد
الّذي كنّى به عن القيامة من اليوم فإنّ الساعات سريعة الإتيان و الانقضاء.و
سرعتهما مستلزم لسرعة مجيء اليوم و انقضائه.و سرعتهما مستلزم لسرعة مجيء الشهر و
انقضائه المستلزمين لسرعة مجيء السنة و انقضائها المستلزمين لسرعة انقضاء عمر
العاملين فيه لكنّ انقضاؤه بالقيامة.فإذن الساعات مستلزمة لسرعة انقضاء العمر و
قرب غده من يومه.و أتى في الكلّ بلفظ التعجّب تأكيدا لبيان تلك السرعة .و هو كلام
شريف بالغ في الفصاحة و الموعظة.و باللّه التوفيق.