نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 4 صفحه : 107
ظهور زينة الحياة
الدنيا للناس يشبه الرأي المحمود في الظاهر اتّباعها،و كانت تلك الزينة و اتّباعها
لما فيها من الفتنة بها عن سبيل اللّه الّذي هو عين المفسدة تشبه المفسدة في باطن
الرأى لا جرم أشبه ظهور زينتها الخداع فاستعار لها لفظ الخدوع بذلك الاعتبار ،
استعارة-المقابلة و كذلك استعار لفظ المعطية ،و لفظ المنوع باعتبار كونها سببا
ماديّا للانتفاع بما فيها من خيراتها و سببا ماديّا لمنعه،و كذلك لفظ الملبسة النزوع
، و راعى في هاتين القرينتين المقابلة،و فايدتها ههنا التنفير عمّا يتوهّم فيها
خيرا ممّا تعطيه و تلبسه بذكر استعقابها لمقابلتهما من منعها لما تعطيه و نزعها
ممّا تلبسه،و لذلك أكّده بقوله:لا يدوم رخاؤها.إلى آخره ،و لمّا كان رخاؤها من
صحّة و شباب و مال و جاه و نحوها من سائر الملذّات البدنيّة حوادث مشروطة
باستعدادات سابقة عليها و معدّات غير مضبوطة كثيرة حادثة و غير حادثة سريعة
التغيّر أو بطيئة لا جرم كان من شأن ذلك الرخاء التغيّر و الانقطاع،و ظاهر أنّ
انقطاع رخائها حالا فحالا مستلزم لعدم انقضاء عنائها و متاعبها،و تواتر بلائها. استعارة و
استعار لبلاء الدنيا وصف عدم الركود ملاحظة لشبهه بالريح دائمة الحركة لكونه دايما
.