كناية عن نفسه كناية بالمستعار فإنّه
طبيب مرضى الجهل و رذائل الأخلاق، و كنّى بدورانه بطبّه تعرّضه لعلاج الجهّال من
دائهم و نصب نفسه لذلك ، استعارة و استعار لفظ المراهم لما عنده من العلوم و مكارم
الأخلاق ،و لفظ المواسم لما يتمكّن منه من إصلاح من لا ينفع فيه الموعظة و التعليم
بالجلد و سائر الحدود.فهو كالطبيب الكامل الّذي يملك المراهم و الأدوية و المكاوى
لمن لا ينفع فيه المراهم يضع كلّ واحد من أدويته و مواسمه حيث الحاجة إليه من قلوب
عمى يفتح عماها بإعدادها لقبول أنوار العلم و الهداية لسلوك سبيل اللّه،و من آذان صمّ
يعدّها لقبول المواعظ ، مجاز إطلاقا لاسم الملزوم على لازمه و تجوّز بلفظ الصمم في
عدم انتفاع النفس بالمواعظة من جهتها فهي كالصمّاء إطلاقا لاسم الملزوم على لازمه.
إذ كان الصمم يستلزم ذلك العدم،و من
ألسنة بكم يطلقها بذكر اللّه و الحكمة،و أطلق لفظ البكم مجازا في عدم المطلوب منها
بوجودها و هو التكلّم بما ينبغي فإنّها لفقدها ذلك المطلوب كالبكم .
[و قوله:متّبع.]
و قوله: متّبع .
صفة لطبيب، كناية و مواضع الغفلة و
مواطن الحيرة كناية عن قلوب الجهّال[الجهلة خ] و لذلك أشار إليهم بأنّهم لم
يستضيئوا بأضواء الحكمة :أى لم يكسبوا شيئا من العلوم و الأخلاق و لم يقدحوا بزناد
العلوم الثاقبة الّتي تثقب سترات الحجب كما يستخرج بالزناد النار .
[و قوله:فهم في ذلك]
تشبيه و قوله: فهم في ذلك :أى في عدم
استضاءتهم بأضواء الحكمة كالأنعام السائمة و الصخور القاسية .و وجه المشابهة بينهم
و بين الأنعام استوائهم في الغفلة و الانخراط في سلك الشهوة و الغضب دون اعتبار
شيء من حظّ العقل و عدم التقيّد به كما لا قيد
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 42