responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 3  صفحه : 406

إلى العمل لما يبقى. و يسدّ عنهم باب التوبة بإدراك الأجل فيجب مبادرتها.

و قوله : فقد أصبحتم.إلى قوله:قبلكم.

أى أصبحتم في حال الحياة و الصحّة و الأمن و ساير الأسباب الّتي يتمنّى من كان قبلكم الرجعة إليها،و يمكنكم معها العمل.

استعارة و قوله : و أنتم بنو سبيل.إلى قوله:بالزاد.

فالواو في أنتم للحال،و استعار لهم وصف بنو السبيل لكونهم في هذه الدار بالعرض تقصد بهم العناية الإلهيّة غاية اخرى ،و تحثّهم بالشريعة على الرحيل عن الدنيا فهم فيها كالمسافرين.فأبواب مدينتهم جود اللّه.و أقرب الأبواب إلى الدنيا الأرحام الّتي منها يخرجون إليها.و أبواب الخروج منها هي الموت. استعارة و لفظ السفر مستعار مشهور يقرب من الحقيقة.و ظاهر أنّ دارا لا يبقى الإنسان فيها بل تكون مرافق لطريق دار اخرى ليست بدار للسالك إلى تلك الدار ،و نبّه على إيذانهم فيها بالرحيل منها تنفيرا عن الركون إليها و اتّخاذها وطنا،و على أمرهم باتّخاذ الزاد فيها تنبيها على أنّ هناك غاية لها يجب أن يستعدّ للسلوك إليها فيها.و لفظ الزاد مستعار لتقوى اللّه و طاعته الّتي هي زاد النفوس إلى حضرة ربّ العالمين.

و قوله : و اعلموا.إلى قوله:نفوسكم.

تذكير بالوعيد على المعاصى،و أمر لهم برحمة نفوسهم.و ذلك بالأعمال الصالحة و اتّباع أوامر اللّه.

و قوله: فإنّكم قد جرّبتموها.إلى قوله:شيطان.

في قوّة احتجاج على وجوب تلك الرحمة.و تلخيصه أنّكم جرّبتم أنفسكم في هذه الأمور الحقيرة فجزعتم،و كلّ من جزع من أمثال هذه فبالأولى أن يجزع من كونه بين طابقين من نار ضجيع حجر و قرين شيطان،و قد علمت فيما سلف أنّ للنار سبع طبقات و هي دركاتها،و ضجيع حجر من قوله تعالى «وَقُودُهَا النّٰاسُ وَ الْحِجٰارَةُ» ، و قرين شيطان من قوله «فَكُبْكِبُوا فِيهٰا هُمْ وَ الْغٰاوُونَ وَ جُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ» 1

1) 26-94.

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 3  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست