responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 3  صفحه : 385

بالصفات المعدودة.إلى قوله:و القول.فإنّ استعانة من هذه صفته تكون أقرب الاستعانات إلى إجابة المستعان بالعون لقوّتها باستجماعها قوّة الرجاء،و الأمل له تعالى،و حسن اليقين في قدرته على بذل النفع و دفع الضرّ،و الشكر و الإذعان بالطاعة العمليّة و القوليّة .ثمّ أردف ذلك بالإقرار بالإيمان الكامل،و هو إيمان من استكمل الأوصاف المعدودة آنفا و هي رجاء المطالب العالية منه حال اليقين التامّ بأنّه أهلها،و الرجوع إليه عن جميع الفرطات و في سائر المهمّات حال الإيمان به، و الخضوع حال انقياده لعزّته ،ثمّ الإخلاص له حال توحيده،ثمّ تعظيمه حال تمجيده،و اللوذ به حال الرغبة إليه و الاجتهاد فيها.و ظاهر أنّ ذلك الإيمان كامل .ثمّ أخذ في تنزيهه تعالى باعتبارات سلبيّة و إضافيّة هي غاية الواصفين:

منهاأنّه لم يكن له والد فيكون له شريك في العزّ.إذ العادة أن يكون والد العزيز عزيزا.

و منها أنّه لم يلد فيكون موروثا هالكا .و هو تنزيه له عن صفات البشر.إذ العادة أنّ الإنسان يهلك فيرثه ولده،و برهانهما أنّهما من لواحق الحيوانيّة المستلزمة للجسميّة المنزّه قدسه عنها.

و منها أنّه لم يتقدّمه وقت و لا زمان و الوقت جزء الزمان و إذا كان خالق الوقت و الزمان فبالحرىّ أن يتقدّمها.

و منها أنّه لم يختلف عليه الزيادة و النقصان لأنّ الزيادة و النقصان من لواحق الممكنات لاستلزامهما التغيّر المستلزمة للإمكان المنزّه قدسه عنه .

و منها أنّه ظاهر للعقول في علامات التدبير،و هى الإحكام و الإتقان في مصنوعاته الموجودة على وفق القضاء المحكم فمن جملتها خلق السماوات كقوله تعالى «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ» الآية،و قوله «أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ» و قد مرّ بيان كونهما بلا عمد و قيامهما بلا سند في الخطبة الاولى ،و دعاؤهنّ حكم سلطان القدرة الإلهيّة عليهنّ،و إجابتهنّ دخولهنّ في الوجود عن ذلك الحكم و طوعهنّ و إذعانهنّ من غير تلكّؤ و لا تباطىء في إجابتهنّ و خضوعهنّ في رقّ الحاجة

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 3  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست