نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 365
حتّى يصير الناس كرجل واحد و يتمّ نظام
العالم بذلك كان في الفرقة أضداد ذلك و كذلك ما روى عن الرسول صلّى اللّه عليه و
آله و سلم من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه،و قد سبق بيان
فضيلة الاجتماع .ثمّ أعاد النهى عن الغيبة للناس بذكر معايبهم و نبّه من عساه أن
يستحيى من نفسه بأنّ لكلّ عيبا ينبغي أن يشتغل به،و طوبى فعلى من الطيب،و الواو
منقلبه عن الياء،و قيل:هى اسم شجرة في الجنّة،و على التقديرين مبتداء .ثمّ نبّه
على فضل العزلة و لزوم البيت للاشتغال بطاعة اللّه و البكاء على الخطيئة و الندم
عليها.
[و قوله:و كان من نفسه في شغل.إلى آخر
ما ذكره ثمرة العزلة.]
و قوله: و كان من نفسه في شغل.إلى آخر
ما ذكره ثمرة العزلة.
و اعلم أنّ الناس قد اختلفوا في أنّ
العزلة أفضل أم المخالطة؟ففضّل جماعة من مشاهير الصوفيّة و العارفين العزلة منهم
إبراهيم بن أدهم و سفيان الثورى، و داود الطائى و الفضيل بن عياض و سليمان الخواص
و بشر الحافي،و فضّل الآخرين المخالطة و منهم الشعبى و ابن أبى ليلى و هشام بن
عروة و ابن شبرمة و ابن عيينة و ابن المبارك،و احتجّ الأوّلون بالنقل و العقل:أمّا
النقل فقوله صلّى اللّه عليه و آله و سلم لعبد اللّه بن عامر الجهنى لمّا سأله عن
طريق النجاة.فقال:ليسعك بيتك و أمسك عليك لسانك و ابك على خطيئتك.و قيل له صلّى
اللّه عليه و آله و سلم:أىّ الناس أفضل؟.فقال:رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد
ربّه و يدع الناس من شرّه،و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم:يحبّ التقى النقى
الخفىّ،و أمّا العقل فهو أنّ في العزلة فوائد مطلوبة للّه لا توجد في المخالطة
فكانت أشرف منها الفراغ لعبادة اللّه و الذكر له و الاستيناس بمناجاته و الاستكشاف
لأسراره في امور الدنيا و الآخرة من ملكوت السماوات و الأرض،و لذلك كان رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلم يتعبّد بجبل حراء و يعتزل به حتّى آتته النبوّة،و
احتجّ الآخرون بالقرآن و السنّة:أمّا القرآن فقوله تعالى «فَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوٰاناً» 1و قوله «وَ لاٰ
تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا» 2و معلوم أنّ العزلة تنفى
تألّف القلوب و توجب تفرّقها،و أمّا السنّة فقوله صلّى اللّه عليه و آله و سلم:من
فارق الجماعة قيد شبر
1) 3-98
2) 3-99.
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 365