و النزل: ما يهيّأ للنزيل من ضيافة و
نحوها .و السناء: الرفعة .و الزمرة: الجماعة من الناس .و الناكب: المنحرف من
الطريق .
[المعنى]
[فقوله:حتّى أورى.إلى قوله:لحابس .]
فقوله: حتّى أورى.إلى قوله:لحابس.
غاية لكلام مدح فيه النبىّ صلّى اللّه
عليه و آله و سلم و ذكر جهاده و اجتهاده في الدين للغاية المذكورة، استعارة و
استعار لفظ القبس لأنوار الدين المشتعلة لتقتبس منها نفوس الخلائق أنوار الهدى،و
كذلك استعار لفظ العلم و أسند إليه تنويره .و يفهم منه أمران:
أحدهما:أنّه أظهر أنوارا جعلها أعلاما
يهتدى بها في سبيل اللّه من حبسته [أجلسته خ]ظلمة الحيرة و الشبهة عن سلوكها فهو
واقف على ساق التحيّر كقوله تعالى «وَ إِذٰا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ
قٰامُوا» 1كناية و كنّى بتلك الأعلام عن آيات الكتاب و السنن.
الثاني:أن يكون المراد بالأعلام أئمّة
الدين،و تنويره لها تنوير قلوبهم بما ظهر عن نفسه القدسيّة من الكمالات و العلوم.
[و قوله:فهو أمينك المأمون .]
و قوله: فهو أمينك المأمون.
أى على وحيك ، و شهيدك يوم الدين :أى
على خلقك ، و بعيثك نعمة :أى مبعوثك إليهم نعمة عليهم بهدايتهم به إلى جنّتك ، و
رسولك بالحقّ رحمة لعبادك أن يقعوا في مهاوى الهلاك بسخطك «وَ مٰا
أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ » ثمّ أردفه
بالدعاء له صلّى اللّه عليه و آله و سلم فدعا اللّه أن يقسم له مقسما من عدله،و
لمّا كان مقتضى عدل اللّه أن يبلغ نفسا هى محلّ الرسالة أقصى ما استعدّت له من
درجات الكمال و يعدّها بذلك لكمال أعلى،دعا له أن يقسم له نصيبا وافرا من عدله
يعدّه به للدرجات من رتب الوصول الغير المتناهية.
[و قوله:و اجزه مضاعفات الخير من فضلك
.]
و قوله: و اجزه مضاعفات الخير من فضلك.
لمّا دعا له بما يستحقّه زاد على ذلك
فدعا له بأن يتفضّل عليه بزيادة من فضله فيضاعف له ما يستحقّه من الخيرات.
1) 2-19.
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 34