و الخطاب للإنسان.و نبّهه بكونه سويّا
مرعيّا على وجود خالقه الحكيم اللطيف.و قد عرفت كيفيّة تخليق الإنسان و تصويره
شيئا فشيا إلى حال كماله و وضعه،و كذلك نبّهه بتقلّبه في حالاته و أطوار خلقته و
باستفهامه عمّن هداه لاجترار غذائه من ثدى امّه و عمّن عرّفه عند الحاجة مواضع
طلبه و هي الأثداء على وجود خالق هداه إلى جميع حاجاته.فهذا القدر من العلم
بالصانع أمر ضروريّ في النفوس و إن احتاج إلى أدنى تنبيه.و ما وراء ذلك بمعنى صفات
الكمال و نعوت الجلال امور لا تطّلع عليها العقول البشريّة بالكنه و إنّما تطّلع
منها على اعتبارات و مقايسات له إلى خلقه،و يحتاج فيها إلى الدليل و البرهان.و قد
أشرنا إلى ذلك من قبل.و نبّه على بعد إدراكها و العجز عنها بقوله : هيهات.إلى
قوله:
و الأدوات :أى من يعجز من صفات نفسه في
حال تخليقه و الاطّلاع على منافع جزئيّات أعضائه مع كونها محسوسة مشاهدة له فهو عن
صفات خالقه الّتي هي أبعد الأشياء عنه مناسبة أعجز،و من إدراكه بالمقايسة و
التشبيه بحدود المخلوقين و صفاتهم أبعد.و باللّه العصمة و التوفيق.
163-و من كلام له عليه السّلام
لما اجتمع الناس عليه و شكوا مما نقموه
على عثمان،و سالوه مخاطبته عنهم و استعتابه لهم،فدخل عليه فقال:-
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 301