أقول: الأبلج: الواضح المشرق .و الوليجة
: بطانة الرجل و خاصّته .
و المضمار: محلّ تضمير الخيل للسباق .و
الحلبة: خيل يجمع من مواضع متفرّقة للسباق،و قد تطلق على مجمعها .و السبقة: ما
يستبق عليه من الخطر .
[المعنى ]
و قد حمد اللّه سبحانه باعتبار ما أنعم
به من وضع شريعة الإسلام للعقول لتسلك بها إليه ،و أشار بشرائعه إلى موارد العقول
من أركانه،و تسهيله لها إيضاح قواعده و خطاباته بحيث يفهمهما الفصيح و الألكن و
يشارك الغبىّ في ورود مناهلها الفطن الذكىّ ،و إعزاز أركانه حمايتها و رفعها على
من قصد هدمه و إطفاء نوره مغالبة من المشركين و الجاهلين.
[مدح الإسلام بأوصاف أسندها إلى مفيضه و
شارعه سبحانه
و تعالى]
ثمّ مدح الإسلام بأوصاف أسندها إلى
مفيضه و شارعه سبحانه و تعالى :
أحدها:
تشبيه جعله أمنا لمن علقه .و ظاهر كونه
أمنا لمن تعلّق به في الدنيا من القتل و في الآخرة من العذاب .
الثاني:
و سلما لمن دخله :أى مسالما له،و في
الأوّل ملاحظة لتشبيهه بالحرم باعتبار دخوله،و في الثاني ملاحظة لشبهه بالمغالب من
الشجعان باعتبار مسالمته.
و معنى مسالمة الإسلام له كونه محقون
الدم مقرّرا على ما كان يملكه فكأنّ الإسلام سالمه أو صالحه لكونه لا يقتصّ ما يؤذيه
بعد دخوله فيه .
الثالث:
كونه برهانا لمن تكلّم به :أى فيه ما هو
برهان .
الرابع:
كونه شاهدا لمن خاصم به :و الشاهد أعمّ
من البرهان لتناوله الجدل
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 30