أقول:إحاطته بجهده من ورائهم إشارة إلى
حفظه و حراسته لهم،و إعتاقهم من ربق الذلّ و حلق الضيم حمايتهم من عدوّهم و
اعتزازهم به .ثمّ نبّههم على شكره للقليل من برّهم:أى مقدار طاعتهم للّه في
طاعته،و إطراقه عن كثير منكرهم ممّا شاهده منّا عليهم بالمسامحة و العفو.
فإن قلت:فكيف يجوز له أن يسكت عن إنكار
المنكر مع مشاهدته له.
قلت:يحمل ذلك منه على عدم التمكّن من
إزالته بالعنف و القهر لجواز أن يستلزم ذلك مفسدة أكبر ممّا هم عليه من المنكر،و
ظاهر أنّهم غير معصومين و محال أن تستقيم دولة أو يتمّ ملك بدون الإحسان إلى
المحسنين من الرعيّة و التجاوز عن بعض المسيئين.و باللّه التوفيق.