نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 247
حوائجهم إلى أهل البصرة بإظهار البدعة و
الفتنة و لقوا الناس بوجهين و لسانين لأنّهم بايعوه و أظهروا الرضا به.ثمّ نكثوا
من وجه آخر فجعل ذنوبهم هذه بمنزلة الشرك في أنّها لا تغفر إلاّ بالتوبة.قال:و هذا
معنى قوله:اعقل ذلك فإنّ المثل دليل على شبهه.و باللّه التوفيق.
أقول: الأمد: الغاية .و غوره و نجده:
منخفضه و مرتفعه .و أرز بفتح الراء:
أي انقبض و انجمع .
[المعنى ]
و ناظر قلب اللبيب :عين بصيرته.و ظاهر
أنّه يبصر بها طريقه و غايته الّتي هي متوجّه إليها و مطلوبه منها ،و غوره و نجده
طريقاه للخير و الشرّ و هما النجدان في قوله تعالى «وَ هَدَيْنٰاهُ
النَّجْدَيْنِ» 1و عبارة القرآن المجيد أخص،و هذه العبارة أنسب إلى المعنى فإنّ
الغور هو المنخفض و المستفل أنسب إلى أن يعبّر به عن رتبة النازلين في دركات
الجحيم من النجد ،و أشار بالداعى إلى الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ما
جاء به القرآن الكريم و السنّة،و بالراعي إلى نفسه ،و الأمر بالاستجابة للأوّل و
الاتّباع للثاني، و ظاهر وجوب الاستجابة للّه و رسوله لقوله تعالى «يٰا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّٰهِ وَ لِلرَّسُولِ
إِذٰا دَعٰاكُمْ لِمٰا يُحْيِيكُمْ» 2فيجب اتّباع من أوجبا
اتّباعه.
1) 20-10
2) 8-24.
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 247