نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 239
الفعلىّ كما أنّ المراعي المحسوسة من
النبات و العشب غذاء للأبدان الحيوانيّة الّتى بها يقوم وجودها.
الثاني عشر : فيه شفاء المشتفي :أي طالب
الشفاء منه:أمّا في الأبدان فبالتعوّذ به مع صدق النية فيه و سلامة الصدور،و أمّا
في النفوس فلشفائها به من أمراض الجهل.
الثالث عشر : و كفاية المكتفي ،و أراد
بالمكتفي طالب الكفاية:أمّا من الدنيا فلأنّ حملة القرآن الطالبين به المطالب
الدنيويّة هم أقدر أكثر الناس على الاحتيال به في تحصيل مطالبهم و كفايتهم بها،و
أمّا في الآخرة فلأنّ طالب الكفاية منها يكفيه تدبّر القرآن و لزوم مقاصده في
تحصيل مطلوبه منها،و باللّه التوفيق.
استعارة أقول:هذا الفصل يشتمل على صفة
مطلق الضالّ ،و أشار بالمهلة إلى مدّة عمره المضروبة له من اللّه تعالى،و يهويه مع
الغافلين إلى سقوطه و انخراطه في سلكهم بسبب جهله و غفلته عمّا يراد به،و استعار
لفظ الهوى لذلك الانخراط و تلك المتابعة، و وجه المشابهة أنّ المنهمك في مجارى
الغفلة و مسالك الجهل ينحطّ بها عن درجة أهل السلامة،و يهوى في مهابط الهلاك و هي
الرذائل المبعّدة عن اللّه تعالى كما أنّ الهاوى من علوّ كذلك ، و يغدو مع
المذنبين موافقته لهم فيما هم فيه،و مسارعته إلى المعاصى من غير أن يسلك سبيلا
قاصدا للحقّ و يتّبع إماما يقوده إليه من استاد مرشد أو كتاب أو سنّة،و باللّه
التوفيق.