نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 209
و الأجل مساق النفس فإنّ مدّة بقائها في
هذا البدن هو مساقها إلى غايتها لا محلّ قرارها.
مجازا إطلاقا لاسم اللازم على ملزومه و
قوله : و الهرب منه موافاته.
في غاية اللطف،و ذلك أنّ الفارّ من
الموت مثلا بالحركات و العلاجات و نحوها يستلزم حركاته في ذلك فناء الأوقات و
تصرّمها و قطع تلك الأوقات مستلزم لملاقاته و موافاته فأطلق لفظ الموافاة على
الهرب مجازا إطلاقا لاسم اللازم على ملزومه.
و قوله : كم أطردت الأيّام.
أى صيّرتها طريدة لي أتّبع بعضها بعضا
بالبحث و تعرّف مكنون هذا الأمر:
أى الّذى وقع له من القتل،و ذلك المكنون
هو وقته المعيّن بالتفصيل و مكانه فإنّ ذلك ممّا استأثر اللّه تعالى بعلمه كقوله
تعالى «إِنَّ اللّٰهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّٰاعَةِ» و قوله «وَ
مٰا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ» 1و إن كان قد أخبره الرسول صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم بكيفيّة قتله مجملا كما روى عنه أنّه قال:ستضرب على هذه-و
أشار إلى هامّته-فيخضب منها هذه-و أشار إلى لحيته-.و عنه أنّه قال:أتعلم من أشقى
الأوّلين؟قال:نعم عاقر الناقة.فقال له:أتعلم من أشقى الآخرين؟قال:لا.قال:من يضربك
هاهنا فيخضب هذه.و أمّا بحثه هو فعن تفصيل الوقت و المكان و نحوهما من القرائن
المشخّصه،و ذلك البحث إمّا بالسؤال من الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مدّة
حياته و كتمانه إيّاه أو بالفحص و التفرّس من قرائن أحواله في سائر أوقاته مع
الناس .فأبى اللّه إلاّ أن تخفى عنه تلك الحال.هيهات:أى بعد ذلك العلم فهو علم
مخزون .ثمّ شرع في الوصيّة فبدء بالأهمّ فالأهمّ فالأوّل:هو الإخلاص للّه بالإعراض
عن كلّ ما سواه، و في ذلك لزوم أوامره و نواهيه و سائر ما نطق به كتابه
العزيز.الثاني :لزوم سنّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عدم إهمالها.و
إنّما قدّم اسم اللّه على محمّد لما بيّنا أنّ الواجب في علم البيان تقديم الأهمّ.
استعارة مرشحة ثمّ أكّد القول في الأمر باتّباع التوحيد المطلق و السنّة النبويّة،
و استعار لهما لفظ العمودين و رشّح بذكر الإقامة ،و لفظ المصباحين و رشّح بذكر
1) 31-34.
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 209