نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 200
فبعث.إلى قوله:بالحقّ ،و أشار إلى
غايتها بقوله: ليخرج إلى قوله:طاعته.
و قد علمت أنّ طاعته بسلوك الصراط
المستقيم في الدنيا و هو اتّباع الدين القيّم ، و العدول عن طاعة الشيطان الّتي هي
بالخروج إلى أحد طرفي الإفراط و التفريط .
فأشار إلى سبب تلك الغاية بقوله: بقرآن
قد بيّنه و أحكمه .و قد علمت اشتمال القرآن الكريم على الجواذب الإلهيّة إلى طاعة
اللّه،و سلوك صراطه المستقيم ،و أشار إلى غاية تلك الغاية أعنى غاية طاعة اللّه
بقوله: ليعلم العباد.إلى قوله:أنكروه.
و هي مسئلتان من امّهات العلم الإلهىّ:
الاُولى:معرفتهم له بعد جهلهم به .
و الثانية:الإقرار به بعد جحدهم له و
إثباتهم له بعد إنكارهم إيّاه.و المعنى واحد و إن اختلفت العبارتان و هو التصديق
بودّه إلاّ أن يحمل الإقرار على الإقرار باللسان و الجحد به،و يحمل الإثبات و
الإنكار على إثباته بالقلب بعد الإنكار به و حينئذ يتغاير المعنيان ،و أشار
بتجلّيه-سبحانه-في كتابه إلى ظهوره لهم في تذكيرهم فيه بما أراهم من عجائب
مصنوعاته ،و بما خوّفهم به من وعيده ،و بتذكيرهم أنّه كيف محق من محق من القرون
الماضية بالعقوبات و احتصد من احتصد منهم بالنقمات.كلّ ذلك الظهور و الجلاء من غير
رؤية له.إذ تعالى عن إدراك الحواسّ. استعارة و قال بعض الفضلاء:
يحتمل أن يريد بتجلّيه في كتابه ظهوره
في عجائب مصنوعاته و مكنوناته،و يكون لفظ الكتاب استعارة في العلم،و وجه المشابهة
كونه محلاّ قابلا لآثار الصنع المختلفة و عجائب الصور المنقوشة فيه كما أنّ الكتاب
محلّ لنقش الحروف كلّ ذلك من غير رؤية بحاسّة البصر له لتعاليه و تقدّسه عن ذلك .
و قوله: سيأتى.إلى قوله:المنكر.
إخبار عن زمان يأتي بعده بالصفات
المذكورة،و قد رأيناه و رأته قرون قبلنا فإنّ خفاء الحقّ و ظهور الباطل عليه أمر
ظاهر،و كون الحقّ لا شيء أخفى منه و الباطل لا شيء أظهر على سبيل المبالغة ،و كذلك
لا أكثر من الكذب على اللّه و على رسوله.روى عن شعبة و كان إمام المحدّثين أنّه
قال:تسعة أعشار الحديث كذب.
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 200