أقول: أثوياء: جمع ثوىّ على فعيل و هو
الضيف .و الدائب: المجدّ في العمل .
و الكدح: العمل .و الوقر: الصمم .و
الحثالة: الثقل،و كأنّه الرديّ من كلّ شيء .
[المعنى ]
و قد نفّر عليه السّلام عن الدنيا بذكر
عدّة من معايبها:
أحدها:
استعارة مرشحة كونهم فيها ضيفانا ،و
استعار لهم لفظ الضيف و كذلك لما يأملون منها و وجه الاستعارة مشابهتهم للضيف في
تأجيل الإقامة و انقطاع وقته و قرب رحيله،و مؤجّلون ترشيح للاستعارة .
الثانية:
استعارة مرشحة كونهم مدينون فيها ،و
استعار لفظ المدين باعتبار وجوب الفرائض المطلوبة منهم و عهد اللّه المأخوذ عليهم
أن يرجعوا اليه طاهرين عن نجس الملحدين، و رشّح بذكر المقتضين لما أنّ شأن المدين
أن يقتضى فيه الدين .ثمّ لمّا ذكر كونهم مؤجّلين و مدينين كرّر ذكر الأجل بوصف
النقصان،و لا شكّ في نقصان ما لا يبقى، و ذكر العمل الّذي خالصه و صالحه هو الدين
المقتضى منهم بوصف كونهم محفوظا عليهم ليجذب بنقصان الأجل إلى العمل،و بحفظ العمل
إلى إصلاحه و الإخلاص فيه.
و أجل و عمل:خبران حذف مبتدئهما:أى
أجلكم أجل منقوص،و عملكم عمل محفوظ .
و نبّه بقوله: فربّ دائب مضيّع،و ربّ
كادح خاسر :أنّ العمل و إن قصد فيه الصلاح أيضا إلاّ أنّه قد يقع على وجه الغلط
فيحصل بذلك انحراف عن الدين و ضلال عن الحقّ فيضيّع العمل و يخسر الكدح كدأب
الخوارج و نحوهم فربما دخل الكادح في قوله تعالى «هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ
أَعْمٰالاً اَلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيٰاةِ
الدُّنْيٰا وَ هُمْ»
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 142