نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 109
فاستعار لها لفظها و نسبته لها إلى
إبليس لاستقذاره إيّاه و استكراهه لصورتها أو لأنّها تشوّشه في الصلاة،و روى أبو
علىّ بن مسكويه:أنّه نحّاها بقصبته و قال:لعنك اللّه وذحة من وذح الشيطان،و نقل
بعض الشارحين و دجة بالدال و الجيم،و كنّى بذلك عن كونه سفّاكا للدماء قطّاعا
للأوداج ،و فيه بعد.
أقول:مدار هذا الفضل على التوبيخ بالبخل
بالأموال و الأنفس
،و في قوله:
للّذى رزقها و خلقها.استدراج حسن فإنّ
البخيل إنّما يستقبح بذله لملاحظة أمرين:
أحدهما:خوف الفقر،و الثاني:أنّه كثيرا
ما يتوهّم الأشحّاء أن لا مستحقّ للمال إلاّ هم فيكون ذلك و أمثاله عذرا لهم مع
أنفسهم في عدم البذل،و كذلك الشحيح بنفسه إنّما يشحّ بها خوف الموت و أن لا يكون
له من هذه الحياة عوض يساويها فإذا علم أنّ بذل المال لرازقه إيّاه بعد أن يكون
حسن الظنّ به زال عذره في البخل لعلمه بتعويضه خيرا منه و بأنّه أحقّ منه.إذ كان
المملوك و ما يملك لمولاه،و كذلك يزول عذر الشحيح بنفسه لعلمه أنّ الطالب لبذلها
هو الأحقّ بها و أنّه القادر على أن يوصله إلى ما هو خير له من هذه الحياة
الفانية،و في انقطاع ما يتوهّمونه عذرا في البخل بالمال و النفس يكون سهولة بذلهما
في سبيل اللّه.
و قوله : تكرمون باللّه على عباده.
أى تفخرون و تشرفون على الخلق بأنّكم
أهل طاعة اللّه و عباده .ثمّ لا تكرمونه فيما يدعوكم إليه و لا تجيبون داعيه في
إكرام عباده و الالتفات إلى فقرائهم باليسير ممّا رزقكم .ثمّ أمرهم باعتبار نزولهم
منازل الدارجين،و انقطاعهم عن أوصل
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 3 صفحه : 109