responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 9

البرىء من الرياء و السمعة و هو إشارة إلى العبادة الخالصة للّه،و المستلزم لتطويع النفس الأمّارة بالسوء للنفس المطمئنّة،و قد ثبت في علم السلوك إلى اللّه تعالى أنّ الزهد و العبادة كيف يوصلان إلى السعادة التامّة الأبديّة .

[و قوله:فإنّه من يعمل لغير اللّه يكله اللّه لمن عمل له.]

و قوله: فإنّه من يعمل لغير اللّه يكله اللّه لمن عمل له.

تعليل لوجوب ترك الرياء و السمعة في العمل.فإنّ العامل للرياء و السمعة قاصد أن يراه الناس و يسمعوا بحاله ليعود إليه منهم ما يتوّقعه من مال أو جاه و نحوه من الأغراض الباطلة و الأعراض الزائلة.و قد علمت أنّ التفات النفس إلى شيء من ذلك شاغل لها عن تلقّى رحمة اللّه و الاستعداد لها،محجوبة به عن قبول فضله.و لمّا كان هو مسبّب الأسباب و منتهى سلسلة الممكنات لا جرم كانت المطالب منه لا من غيره فجرى منه التحديد بالوكول إلى من سواه ممّن عمل له العاملون لاستلزامه الخيبة و الحرمان.

و خسر العاملون إلاّ له،و خاب المتوكّلون إلاّ عليه.و قد سبق منّا بيان معنى كون العامل لغير اللّه موكولا إلى نفسه و إلى من عمل له في الفصل الّذي ذمّ فيه عليه السّلام من يتصدّى للحكم بين الامّة و ليس من أهله.

[قوله:نسأل اللّه منازل الشهداء و معايشة السعداء و مرافقة الأنبياء .]

قوله: نسأل اللّه منازل الشهداء و معايشة السعداء و مرافقة الأنبياء.

لمّا كانت همّته عليه السّلام مقصورة على طلب السعادة الاخرويّة طلب هذه المراتب الثلاث.و في ذلك جذب للسامعين إلى الاقتداء به في طلبها و العمل بها.و بدء عليه السّلام بطلب أسهل المراتب الثلاث للإنسان،و ختم بأعظمها.فإنّ من حكم له بالشهادة غايته أن يكون سعيدا،و السعيد غايته أن يكون في زمرة الأنبياء رفيقا لهم.و هذا هو الترتيب اللايق من المؤدّب الحاذق.فإنّ المرتبة العالية لا تنال دفعة دون نيل ما هو أدون منها .

[قوله:أيّها الناس.إلى قوله:يورّثه غيره.]

قوله: أيّها الناس .إلى قوله: يورّثه غيره.

أقول:لمّا أشار إلى تأديب الفقراء عن التعرّض للأغنياء بما يوجب لهم ملكات السوء من الحسد و نحوه أردف ذلك بتأديب الأغنياء و استدراجهم في حقّ الفقراء ذوى الأرحام و أهل القبيلة و نحوهم من الأصحاب بالأمر بالمواساة في المال و المئونة لهم لينتظم شمل المصلحة من الطرفين.فاستدرجهم بأمرين:

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست