السادس:قيل معناه:انفراج المرأة عن رأس
ولدها حالة الوضع فإنّه يكون في غاية من الشدّة و تفرّق الاتّصال و الانفراج.و
نحوه قوله عليه السّلام في موضع آخر: انفراج المرأة عن قبلها ،و على كلّ تقدير
فمقصوده شدّة انفصالهم و تفرّقهم عنه لهم أحوج ما يكون إليهم، مجاز و استحرار
الموت يحتمل أن يراد به شدّته الشبيهة بالحرارة مجازا كما سبق، و يحتمل أن يراد به
خلوصه و حضوره فيكون اشتقاقه من الحريّة،و الجملة الشرطية خبر أن المخفّفه من
المثقّلة.و اسمها الضمير الشأن و هى مع اسمها و خبرها قائمة مقام مفعولى ظنّ،توبيخ
لهم على التقصير البالغ في حقّه إلى حدّ أن يظنّ بهم الظنّ المذكور .
[و قوله:و اللّه إنّ امرأ.إلى قوله:إن
شئت.]
و قوله: و اللّه إنّ امرأ. إلى قوله: إن
شئت.
من لطيف الحيلة في الخطاب الموجب
للانفعال عنه،و ذلك أنّه صوّر لهم أفعالهم من التخاذل على العدوّ و الضعف و سائر
أفعالهم المذمومة الّتي الفوا التوبيخ و التعنيف بعبارة تريهم إيّاها في أقبح صورة
و أشدّها كراهة إليهم و أبلغها نكاية فيهم و هو تمكينهم للعدوّ من أنفسهم فإنّ
أفعالهم من التخاذل و نحوه.و هي بعينها تمكين للعدوّ فيما يريد بهم و إعداد له و
تقوية لحاله، استعارة بالكناية و لمّا كان من عادة ظفر العدوّ احتياج المال و
القتل و تفريق الحال كنّى عن الأوّل بقوله: يعرق لحمه ،و وجه استعارة عرق اللحم
لسلب المال بكلّيّته ظاهر،و كذلك كنّى عن القتل و سائر أسباب الهلاك من فعل العدوّ
بهشم العظم ،و عن تمزيق الحال المنتظم بفرى الجلد .ثمّ لمّا كان من البيّن أنّ
تخاذلهم تمكين لعدوّهم منهم و كان تمكين الإنسان لعدوّ من نفسه يفعل به الأفعال
المنكرة لا يكون إلاّ
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 81