responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 7

بفوز قدحه فإن أخذه عيّر به و إلاّ فهو للجازر،ثمّ يؤتى برجل معروف أنّه لم يأكل لحما قطّ بثمن إلاّ أن يصيبه عند غيره و يسمّى الحرضة.فيجعل على يديه ثوب، و تعصّب رءوس أصابعه بعصابة كيلا يجد مسّ الفروض،ثمّ يدفع إليه القداح،و يقوم خلفه رجل يقال له الرقيب.فيدفع إليه قدحا قدحا منها من غير أن ينظر إليها.فمن خرج قدحه أخذ من أجزاء الجزور بعدد الفروض الّتي في قدحه،و من لم يخرج قدحه حتّى استوفيت أجزاء الجزور غرم بعدد فروض قدحه كأجزاء تلك الجزور من جزور اخرى لصاحب الجزور الّذي نحرها.فإن اتّفق أن خرج المعلّى أوّلا فأخذ صاحبه سبعة أجزاء من الجزور،ثمّ خرج المسيل فلم يجد صاحبه إلاّ ثلاثة أجزاء أخذها،و غرم له من لم يفز قدحه ثلاثة أجزاء من جزور اخرى.و أمّا القداح الأربعة الأوغاد فليس في خروج أحدها غنم،و لا في عدم خروجه غرم.و المنقول عن الأيسار أنّهم كانوا يحرّمون ذلك اللحم على أنفسهم،و يعدّونه للضيافة.إذا عرفت ذلك.

فاعلم أنّ وجه الشبه هو ما ذكره عليه السّلام و ذلك أنّ الفائز الياسر الّذي ينتظر قبل فوزه أوّل فوزة من قداحه أوجب له فوزه المغنم و نفى عنه المغرم فكذلك المسلم البرىء من الخيانة الضابط لنفسه عن ارتكاب مناهى اللّه لمّا كان لا بدّ له في انتظاره لرحمة اللّه و صبره عن معصيته أن يفوز بإحدى الحسنيين:و هى إمّا أن يدعوه اللّه إليه بالقبض عن الشقاء في هذه الدار .فما عند اللّه ممّا أعدّه لأوليائه الأبرار خير له .فيفوز إذن بالنعيم المقيم.و لمّا كان فوزه مستلزما لعدم خسرانه ظهر حسن تشبيهه بالياسر الفالج في فوزه المستلزم لعدم غرمه.و يحتمل أن يريد بداعى اللّه لا الموت،بل الجواذب الإلهيّة، و الخواطر الربّانيّة الّتي تسنح له فتجذبه إلى طرف الزهد الحقيقيّ و الالتفات عن خسائس هذه الدار إلى ما وعد به المتقوّن،و إمّا أن يفتح اللّه عليه أبواب رزقه فيصبح و قد جمع اللّه له بين المال و البنين مع حفظ الحسب و الدين.فيفوز الفوز العظيم و يأمن العقاب الأليم.فالتشبيه أيضا هاهنا واقع موقعه،و كلا الوصفين أفضل عند العاقل من الفتنة بالغير،و الالتفات عن اللّه تعالى،و تدنيس لوح النفس برذائل الأخلاق من الحسد و نحوه.و كما أنّ الفصل مستلزم للنهى عن الحسد و نحوه من الفتن المضلّة كذلك

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست