responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 406

يشحب بن يعرب بن قحطان،و أصل المثل أنّ هذه القبيلة كانت بمأرب فلمّا آن وقت انفتاح سدّ مأرب و رأت طريقة الكاهنة ذلك الأمر و عرفته ألقته إلى عمرو بن عامر الملقب بمزيقيا فباع أمواله بمأرب و ارتحل إلى مكّة فأصابت هولاء الحمى،و كانوا لا يعرفونها ففزعوا إلى الكاهنة فأخبرتهم بما سيقع،و قالت إنّه مفرّق بيننا فاستشارونها في أمرهم فقالت:من كان منكم ذاهمّ بعيد،و حمل شديد،و مراد حديد فليلحق بقصر عمّان المشيد،فكانت أزد عمّان،ثمّ قالت:و من كان منكم ذا جلد و قسر،و صبر على أزمات الدهر فعليه بالإدراك من بطن نمر.فكانت خزاعة،ثمّ قالت:و من كان منكم يريد الراسيات في الوحل المطعمات في المحل فليلحق بيثرب ذات النخل فكانت الأوس و الخزرج،ثمّ قالت:و من كان منكم يريد الخمر و الخمير و الملك و التأمير و يلبس الديباج و الحرير فليلحق ببصرى و غوير،و هما من أرض الشام فكان الّذين يسكنونها آل جفنية من غسان،ثمّ قالت:و من كان منكم يريد الثياب الرقاق و الخيل العتاق و كنوز الأرزاق و الدم المهراق فليلحق بأرض العراق فكانت آل جذيمة الأبرش،و من كان بالحيرة و آل محرّق.فضربت العرب بتفرّقهم في البلاد هذا المثل و سار فيمن يتفرّق بعد اجتماع ،ثمّ لمّا كانت المخادعة هى الاستغفال عن المصلحة قال: يتخادعون :أى أنّهم إذا رجعوا من مجلس وعظه أخذ كلّ منهم يستغفل صاحبه عن تذكّر الموعظة و يشغله بغير ذلك من الأحاديث و إن لم يكن عن قصد خداع بل تقع منهم صور المخادعة ،و تقويمه لهم بالغدوة إصلاح أخلاقهم بالحكم و المواعظ تشبيه المعقول بالمحسوس و رجوعهم إليه عشيّة كظهر الحيّة :أى معوّجين كظهر القوس و هو تشبيه للمعقول من اعوجاجهم و انحرافهم عن جميل الأخلاق بالمحسوس.

و قوله : عجز المقوّم.

إشارة إلى نفسه و اعتراف بعجزه عن تقويمهم و أعضل المقوّم :أى أشكل أمرهم و أعيته إدواؤهم علاجا ،ثمّ عاد إلى ندائهم و تنبيههم بذكر معايبهم لينفر عقولهم عنها فوصفهم بشهادة الأبدان مع غيبة العقول ثمّ باختلاف الأهواء ثمّ بكونهم ممّن ابتلى بهم أمراؤهم ثمّ نبّههم على رذيلتهم من مخالفة أمره مع كونه مطيعا للّه،و ما عليه خصومهم من فضيلة طاعة إمامهم مع كونه عاصيا للّه،و جعل ذلك مقايسة بينهم ليظهر الفرق

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست