responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 401

و باللّه التوفيق.

[القسم الثاني] منها فى ذكر الرسول صلى الله عليه و آله و سلّم

مُسْتَقَرُّهُ خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ- وَ مَنْبِتُهُ أَشْرَفُ مَنْبِتٍ- فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ- وَ مَمَاهِدِ السَّلاَمَةِ- قَدْ صُرِفَتْ نَحْوَهُ أَفْئِدَةُ الْأَبْرَارِ- وَ ثُنِيَتْ إِلَيْهِ أَزِمَّةُ الْأَبْصَارِ- دَفَنَ اللَّهُ بِهِ الضَّغَائِنَ- وَ أَطْفَأَ بِهِ الثَّوَائِرَ أَلَّفَ بِهِ إِخْوَاناً- وَ فَرَّقَ بِهِ أَقْرَاناً- أَعَزَّ بِهِ الذِّلَّةَ- وَ أَذَلَّ بِهِ الْعِزَّةَ- كَلاَمُهُ بَيَانٌ وَ صَمْتُهُ لِسَانٌ

[اللغة]

أقول: المماهد : جمع ممهد،و الميم زائدة .و ثنيت إليه : أى صرفت .و الضغاين :

الأحقاد .و النوائر : جمع نائرة،و هى العداوة و المخاصمة :و الأقران : الأخوان المقترنون .

[المعنى ]

و أشار بمستقرّه إلى مكّة و كونها خير مستقرّ لكونها امّ القرى و مقصد خلق اللّه و محلّ كعبته،و يحتمل أن يريد محلّه من جود اللّه و عنايته و ظاهر كونه خير مستقرّ، استعارة و استعار لفظ المنبت و المعدن ،و قد مرّ بيان وجه استعارتهما ، كناية و مماهد السلامة محالّ التوطئة لها،و هى كناية من مكّة و المدينة و ما حولها فإنّها محلّ لعبادة اللّه و الخلوة به الّتى هى مهاد السلامة من عذابه،و إنّما كانت كذلك لكونها دار القشف خالية عن المشتهيات و القينات الدنيويّة،و يحتمل أن يريد بمماهد السلامة ما تقلّب فيه و نشأ عليه من مكارم الأخلاق الممهّدة للسلامة من سخط اللّه و في قوله : و قد صرفت نحوه أفئدة الأبرار .تنبيه على أنّ الصارف هو لطف اللّه و عنايته بهم بالفات قلوبهم إلى محبّته و الاستضاءة بأنوار هداه، استعارة مرشحة-استعارة بالكناية و لمّا استعار لفظ الأزمّة للأبصار ملاحظة لشبهها بمقاود الإبل رشّح تلك الاستعارة بذكر الثنى و كنّى بذلك عن التفات الخلق إليه بأبصار بصايرهم و تلقىّ الرحمة الإلهيّة منه استعارة ثمّ استعار لفظ الدفن لإخفاء الأحقاد به بعد أن كانت ظاهرة مجاهرا بها .و لفظ الإطفاء لإزالة العدوات بين العرب بالتأليف بين قلوبهم كما قال تعالى في إظهار المنّة على عباده «وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدٰاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ»

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست