responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 378

قادرا على جميع هذه الهيئات،و مكنّه من ذكره على جميع هذه الأحوال كما قال تعالى «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّٰهَ قِيٰاماً وَ قُعُوداً وَ عَلىٰ جُنُوبِهِمْ» 1و أمّا الأحوال الّتى اكرم بها غير بدنيّة فامور:

أحدها:الروح الّتى هى محلّ العلم بأشرف الموجودات و مبدئها و هو اللّه تعالى كما قال «وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ» و شرّفه بإضافة روحه إليه،و بهذا التشريف تميّز عن ساير الموجودات في هذا العالم.

الثاني:العقل و شرفه من وجوه:

‌الأوّل:روى أنّ اللّه تعالى أوحى إلى داود عليه السّلام إذا رأيت عاقلا فكن له خادما.

الثاني:قول الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلّم:أوّل ما خلق اللّه العقل فقال له:أقبل فأقبل ثمّ قال له:أدبر فأدبر فقال:و عزّتى و جلالى ما خلقت خلقا أكرم علىّ منك،بك آخذوا بك اعطى و بك اثيب و بك اعاقب.و اعلم أنّ للعقل بداية و نهاية و كلاهما يسمّيان عقلا:أمّا الأوّل:فهو القوّة المهيّئة للعلوم الكلّيّة الضروريّة كما للطفل و هو المشار إليه بقول النبىّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم،و الثاني:العقل المستفاد و هو المشار اليه بقوله صلى اللّه عليه و آله و سلّم لعلىّ عليه السّلام:

إذا تقرّب الناس إلى خالقهم بأبواب البرّ فتقرّب أنت إليه بعقلك تسبقهم بالدرجات و الزلفى عند الناس في الدنيا و عند اللّه في الآخرة.

الثالث:العلم و الحكمة الّتى هى ثمرة العقل كما قال تعالى «يَرْفَعِ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ» 2و قال «يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشٰاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ مٰا يَذَّكَّرُ إِلاّٰ أُولُوا الْأَلْبٰابِ» 3و سمّاه حياة و نورا فقال «أَ وَ مَنْ كٰانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنٰاهُ وَ جَعَلْنٰا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّٰاسِ» 4و أمّا التكرمة الخارجة عنه فامور:

أحدها:أنّه خلق ما سواه منفعة له فقال: «هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً» و قال: «وَ سَخَّرَ لَكُمْ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً» 5ففرش الأرض و جعل السماء سقفا محفوظا و جعل ما أخرج من الأرض رزقا له و ما أرسله من السحاب من ماء مادّة لذلك كما قال تعالى «وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرٰاتِ رِزْقاً لَكُمْ»

1) 3-188

2) 58-12

3) 2-272

4) 6-122

5) 18-7

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست