مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً- مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً- فَيَا عَجَباً وَ اللَّهِ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَ يَجْلِبُ الْهَمَّ- مِنَ اجْتِمَاعِ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ- وَ تَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ- فَقُبْحاً لَكُمْ وَ تَرَحاً حِينَ صِرْتُمْ غَرَضاً يُرْمَى- يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَ لاَ تُغِيرُونَ- وَ تُغْزَوْنَ وَ لاَ تَغْزُونَ وَ يُعْصَى اللَّهُ وَ تَرْضَوْنَ- فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ الْحَرِّ- قُلْتُمْ هَذِهِ حَمَارَّةُ الْقَيْظِ- أَمْهِلْنَا يُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ- وَ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ- قُلْتُمْ هَذِهِ صَبَارَّةُ الْقُرِّ- أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا الْبَرْدُ- كُلُّ هَذَا فِرَاراً مِنَ الْحَرِّ وَ الْقُرِّ- 1فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ- يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لاَ رِجَالَ- حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَ عُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ- لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَ لَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً- وَ اللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَ أَعْقَبَتْ سَدَماً- قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً- وَ شَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً- وَ جَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً- وَ أَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَ الْخِذْلاَنِ- حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ؟قُرَيْشٌ؟- إِنَّ؟ابْنَ أَبِي طَالِبٍ؟ رَجُلٌ شُجَاعٌ- وَ لَكِنْ لاَ عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ- لِلَّهِ أَبُوهُمْ- وَ هَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً وَ أَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي- لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَ مَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ- وَ هَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ- وَ لَكِنْ لاَ رَأْيَ لِمَنْ لاَ يُطَاعُ
1) فإذا كنتم من الحر و البرد تفرون ن خ