responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 277

[و قوله:و كلّ نفس معها سائق و شهيد .]

اقتباس و قوله: و كلّ نفس معها سائق و شهيد.

اقتباس للآية «وَ جٰاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهٰا سٰائِقٌ وَ شَهِيدٌ » فالسائق الّذى يسوقها إلى المحشر هو حكم القضاء الإلهى و أسباب الموت القريبة الحاكمة على النفس برجوعها إلى معادها فإن كانت من أهل الشقاوة فيا لها من سوقة متعبة و جزية مزعجة «وَ سِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً حَتّٰى إِذٰا جٰاؤُهٰا فُتِحَتْ أَبْوٰابُهٰا وَ قٰالَ لَهُمْ خَزَنَتُهٰا أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ» الآيات،و إن كانت من أهل السعادة ساقها سايق رؤوف سوقا لطيفا «وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهٰا بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» «وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتّٰى إِذٰا جٰاؤُهٰا وَ فُتِحَتْ أَبْوٰابُهٰا وَ قٰالَ لَهُمْ خَزَنَتُهٰا سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهٰا خٰالِدِينَ» و أمّا الشاهد عليها[بعملها]فقد سبقت الإشارة إليه.و باللّه التوفيق.

[القسم الثالث] و منها فى صفة الجنة:

دَرَجَاتٌ مُتَفَاضِلاَتٌ وَ مَنَازِلُ مُتَفَاوِتَاتٌ- لاَ يَنْقَطِعُ نَعِيمُهَا وَ لاَ يَظْعَنُ مُقِيمُهَا- وَ لاَ يَهْرَمُ خَالِدُهَا وَ لاَ يَبْأَسُ سَاكِنُهَا

[المعنى ]

أقول:اعلم أنّ ألذّ ثمار الجنّة هى المعارف الإلهيّة بالنظر إلى وجه اللّه ذى الجلال و الإكرام.و السعداء في الوصول إلى نيل هذه الثمرة على مراتب متفاوتة و درجات متفاضلة.فالاولى:مرتبة من اوتى الكمال في حدس القوّة النظريّة حتّى استغنى عن معلّم بشرىّ رأسا و اوتى مع ذلك ثبات قوّته المتفكّرة و استقامة وهمه منقادا تحت قلم العقل فلا يلتفت إلى العالم المحسوس بما فيه حتّى يشاهد العالم المعقول بما فيه من الأحوال و يستثبتها في اليقظة فيصير العالم و ما يجرى فيه متمثّلا في نفسه فيكون لقوّته النفسانيّة أن يؤثّر في عالم الطبيعة حتّى ينتهى إلى درجة النفوس السماويّة،و تلك هى النفوس القدسيّة اولات المعارج و هم «السّٰابِقُونَ السّٰابِقُونَ أُولٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ» ،و هم أفضل النوع البشرىّ و أحقّه بأعلى درجات السعادة في الجنّة.

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست