أقول:اعلم أنّ ألذّ ثمار الجنّة هى
المعارف الإلهيّة بالنظر إلى وجه اللّه ذى الجلال و الإكرام.و السعداء في الوصول
إلى نيل هذه الثمرة على مراتب متفاوتة و درجات متفاضلة.فالاولى:مرتبة من اوتى
الكمال في حدس القوّة النظريّة حتّى استغنى عن معلّم بشرىّ رأسا و اوتى مع ذلك
ثبات قوّته المتفكّرة و استقامة وهمه منقادا تحت قلم العقل فلا يلتفت إلى العالم
المحسوس بما فيه حتّى يشاهد العالم المعقول بما فيه من الأحوال و يستثبتها في
اليقظة فيصير العالم و ما يجرى فيه متمثّلا في نفسه فيكون لقوّته النفسانيّة أن
يؤثّر في عالم الطبيعة حتّى ينتهى إلى درجة النفوس السماويّة،و تلك هى النفوس
القدسيّة اولات المعارج و هم «السّٰابِقُونَ السّٰابِقُونَ
أُولٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ» ،و هم أفضل النوع البشرىّ و أحقّه بأعلى درجات
السعادة في الجنّة.
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 277