responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 243

[و قوله:و هوت الافئدة كاظمة.]

استعارة و قوله: و هوت الافئدة كاظمة.

أى سقطت النفوس في حضيض الذلّ و الفاقة إلى رضا اللّه و عفوه،و لفظ الكظم مستعار كما سبق.

[و قوله:و خشعت الأصوات ]

و قوله: و خشعت الأصوات .هو كقول اللّه «وَ خَشَعَتِ الْأَصْوٰاتُ لِلرَّحْمٰنِ فَلاٰ تَسْمَعُ إِلاّٰ هَمْساً» و هو إشارة إلى سؤالهم بلسان حالهم عفو اللّه و رحمته على وجه الذلّة و الضعف و رقّ العبوديّة في ملاحظة جلال اللّه.

[و قوله:و ألجم العرق و عظم الشفق .]

استعارة بالكناية و قوله: و ألجم العرق و عظم الشفق.

استعار لفظ العرق و كنّى به عن غاية ما تجده النفس من كرب ألم الفراق و هيبة اللّه و عدم الانس بعد الموت إذ غاية الخائف التاعب أن يعرق و يشفق من نزول العقاب به.

مجاز و نسبة الإلجام إلى العرق نسبة مجازيّة .

[و قوله:و ارعدت الأسماع لزبرة الداعى.]

استعارة و قوله: و ارعدت الأسماع لزبرة الداعى.

إشارة إلى ما تجده النفس عند تيقّنها المفارقة.و استعار لفظ الزبرة لقهر حكم القضاء للأنفس على مرادها قهرا لا يتمكّن معه من الجواب بالامتناع ،و فصل الخطاب هو إمضاء أحكام اللّه على نفوس عباده.عند الرجوع إليه بتوفية مالها،و استيفاء ما عليها .

و مقايضة الجزاء :معاوضتها بما أتت به إمّا من الملكات الرديئة فبنكال العقاب،و إمّا من الملكات الفاضلة فبنوال الثواب،و هبة كلّ بقدر استعداده و قبوله.و اعلم أنّ العدول إلى المجازات و الاستعارات عن حقايق الألفاظ،و إلى التأويل عن الظواهر إنّما يجوز خصوصا في كلام اللّه و كلام رسوله و أولياءه إذا عضده دليل عقلىّ يمنع من إجراء الكلام على ظاهره.و لمّا اعترف القوم بجواز المعاد الجسمانىّ تقليدا للشريعة و لم يقم دليل عقلىّ يمنع منه لم يمكننا الجزم إذن بصحّة هذه التأويلات و أمثالها.و باللّه التوفيق و العصمة.

الفصل الخامس:في تنبيه الخلق على أوصاف حالهم المنافية لما هم عليه من التجبّر

و الإعراض عمّا خلقوا لأجله لعلّهم يتذكّرون

بقوله:

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست